الخميس، 20 ديسمبر 2012

من اسئلة القراء (سؤال رقم 3)

ارحب ترحيبا حارا بالصديق ايوب واهلا بك متابعا ومشاركا
هل من الممكن عودة الجيش الجنوبي الى الساحة اللبنانية او الجنوبية عسكريا او سياسيا ؟
اخي السائل
قبل الاجابة على هذا السؤال لا بد من الرجوع الى الماضي لدراسة الحالة التي كانت قائمة ( سياسية – امنية – اقتصادية ) والتي ادت الى قيام الميليشيا ولاحقا جيش لبنان الحر وصولا الى الجيش الجنوبي. اذا امعنا النظر جيدا وحاولنا المقارنة ما بين عام 1969 وما تلاه وعام 2000 وما تلاه ، نرى وجه الشبه المتقارب جدا ، ويمكن ان نختصر قدر الامكان بالتالي :
اولا : عام 1969 كان عام اتفاق القاهرة وسيطرة منظمة التحرير الفلسطينية على الجنوب اللبناني ، يقابله تنفيذ القرار 425 واتفاق الخط الازرق وسيطرة حزب الله على الجنوب .
ثانيا :عام 1969 كانت سيطرة الاقطاع الشيعي المتمثل بآل "الاسعد" ، ونرى اليوم السيطرة الشيعية المتمثلة بحزب الله وحركة امل .
ثالثا : عام 1969 وما تلاه ، شهد غياب الدولة ودورها الفاعل على الساحة الجنوبية لصالح المنظمات الفلسطينية ، يقابله في عام 2000 وما تلاه غياب للدولة ايضا ودورها الفاعل لصالح حزب الله .
رابعا : تذمر المواطن الجنوبي بسبب اهمال الدولة له ، هو نفس تذمره الان من اهمال الدولة له وتركه لقمة في فم حزب الله واعوانه .
اذا عزيزي السائل ، وبعد هذا الايجاز السريع نرى ان الوضع بقي كما هو باستثناء التغيير بطريقة الاستبداد والقهر بين منظمة التحرير وحزب الله . واذا توسعنا قليلا في الشرح والتفصيل ندرك فعلا سقوط لبنان كله تحت سيطرة حزب الله بعد عام 2000 وليس الجنوب فقط ، وهذه هي نفس المعادلة التي كان يسعى اليها ياسر عرفات للسيطرة على لبنان  كله للمساومة عليه لصالح الدولة الفلسطينية العتيدة ، او البديلة ،في حين تغيرت المعادلة قليلا عند حزب الله الذي يسعى الى تركيز دولة تحت اسم لبنان تكون مذهبية طائفية تتبع لولاية الفقيه الايراني ويكون الغير فيها من اهل الذمة يدفع الجزية والضريبة .
اخي القارئ
ان وجود الجيش الجنوبي كان الحجر العثرة في وجه حزب الله والمانع الرئيسي له من تنفيذ هذا المخطط ،والمانع الاول من انجاز مهمته الرئيسية وهي السيطرة الكاملة . نعم كان الجيش الجنوبي من حيث المبدأ ومن حيث الهدف من انشائه السد المنيع في وجه جميع القوى التي عملت بإمرة النظام السوري ودعمت حزب الله ، وبالرغم من اخطاء سيء الذكر اميل لحود ابان عهده كقائد للجيش اللبناني ولاحقا كرئيس للجمهورية ، فقد اثبت الجيش الجنوبي انه خشبة الخلاص الوطني ،ولكن وللأسف لقد تغاضى اللبنانيون عن هذا الامر بحجة وجود اسرائيل "العدو" ونغمة العدوان والاحتلال والتوسع التي كان العرب جميعا اسرى نغمتها وبالتالي دفع لبنان ثمن عنوان الآخرين وضاع منه عنوانه واساس بقائه ، الى ان جاء السيد المغامر باراك وبحسن ادارته وفطنته انسحب من لبنان واعطى حزب الله نصرا باراكيا مباركا وفرصة ذهبية لتحقيق حلمه .
نعم لقد ازيح الجيش الجنوبي وزال من وجه حزب الله ، وها نحن اليوم نرى ونعيش طريقة حكم الحزب للبشر وللحجر بدءا من انسحاب عام 2000  مرورا بحرب 2006  وصولا الى انقلاب 7 ايار 2008 وصولا الى حكومة النأي بالنفس للريس نجيب .لقد انتهى الجيش الجنوبي وانتهى معه امل لبنان كل لبنان وكل لبناني بغد افضل ومستقبل غير هذا المستقبل "وهذا المستقبل" ولست هنا بوارد الدفاع عن الجيش الجنوبي والتبجح وسرد قصصا وحكايات ولكن الحقيقة تكمن في قلب كل مواطن عانى واضطهد وظلم .
ان عودة الجيش الجنوبي عسكريا غير واردة على الأطلاق ولن تتكرر هذه التجربة الفريدة والتاريخية والتي كانت لتنجح لو اريد لها النجاح ولكنها كانت القربان الذي قُدم على مذبح لبنان العام لإرضاء العرب وسوريا وايران وكل تجار الدم والعار والهوان . اما من الناحية السياسية فان الجيش الجنوبي في قلب كل حزب لبناني اصيل يحب لبنان ويرعى مصالحه ويحافظ على ترابه ووحدة اراضيه ، وهو يمقت ويرفض كل الذين تاجروا بدم شهدائه وجرحاه سعيا وراء مكسب سياسي او اجتماعي او انتخابي او  اصلاحي . وليعلم الجميع ان الجيش الجنوبي لم ينته ابدا بمجرد انتهاء العمل العسكري فهو موجود في الجنوب في كل مواطن حر وفي كل ساحة وفوق كل رابية وجبل ، موجود عند كل نقطة استشهاد ابطاله . اذا شاءت الاقدار وعادت الحرية والحياة الديمقراطية الى ربوع الوطن ، سترى اخي السائل ان الجيش الجنوبي لا يزال وسيبقى في المتراس السياسي في حلة جديدة وبمبادئه الاساسية " لبنان وطن نهائي ويتسع جميع ابنائه " وبهدفه الدائم وهو السلام والسلام للجميع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق