الأحد، 5 مايو 2013

الرسالة العاشرة


                                           الفرح المجروح

تمرد قدر ما تشاء ، فأنا لن اعيرك اي اهتمام ولن ابدّد عليك ثانية واحدة من وقتي الثمين .

تمرد كيفما تريد واعمل ما يحلو لك فأنا لن اجادلك ولن اناقشك ، فأنت اصم وابكم وجامد وغير رحوم ولن يفيد معك شيء سوى القبول بما تحمله وما تجلبه ، وانا سعيد جدا بمجابهتك وقتالك في هذا التسليم البسيط والانتصار عليك باستيعابك واحتوائك .

تصرف على هواك فأنت الممنوع من الصرف والوحيد الذي لا يُصرف ولا يُباع ولا يُستبدل ، انت الواقع الذي لا نعيه الا عند حصوله ، ننساه في النعيم ونتذكره عند اقتراب الجحيم انت ايها القدر ، لا جدال في عنفوانك ولا يقظة في انقلابك الا بالاتكال على صاحبك وخالق فرصك .ايها القدر ،،، تفضل وتعالى فأنا الذي سيعبث معك حتى تُنكرَ ما تجيد ، وسألبسك خيبة الامل واتلِفُ فيك التفاؤل واجبرك على المُقدّر لك في تقديرك لي .

يا بني

وقفت متأنقا بين الرفاق اوزع بسيمات الفرح المجروح والدمعة المعلقة ، وقفت وسط الصحاب وفرحتي الاولى تشهد مخاضا عسيرا مولدة رغبة الواجب المقدس ومساواة حق الفلذات ولو كان على حساب الذات .

تزدحم الممرات وتتشابك الخواطر وتتوزع الامنيات ، ما بين راضي ومقتنع وآمل بحسن طالع منصف وعادل ، هكذا تتعانق الكلمات وتُشدّ الايادي والدعاء واحد بتكملة الحدث الجميل بقدوم الغائب وبلسمة الجراح ،، وانا ،،،بين هذا وذاك نظرة تائهة وحائرة لا تجد غصنا تحط عليه ولا فسحة لهروب مشرّف ، الا تلك الدمعة المتلألئة المتأرجحة فوق خد اختك الفرحة الممتلئة غبطة بحدث تحلم به كل فتاة منذ ولادتها . تحط نظراتي المشردة لارتاح ويرتاح معها ضميري كأب وراعي اعطى كل ذي حق حقه برفقة شريكة وقفت كالمارد الابيض بوجه سواد الليالي وعتمة الايام .

يا بني

تساوى الحق والباطل ، الخير والشر ، الحزن والفرح ، تساوت قوى تلك الصفات ونصبت ميزانها الدقيق في قلب وعقل كل انسان وتميل حسب الميول والاهواء . فتش يا بني عن تلك الثغرات الدقيقة وادخل في قلب المعادلة واعمل على غلبة الحق والخير والفرح.

كم تمنيت وجودك قربي وقرب اختك واخيك واهل بيتك ورفاقك ، وكم تمنيت لو كنت تمسح بنفسك دمعة السعادة ، ولكن حضور غيابك يا بني كان اكبر من حقيقة واصدق من واقع كنت محور الحركة والانفعال ، لقد قمت بالواجب وقدمت الواجب اكثر من اي وجود فعلي .

يا بني

اوصيك بالعدل في بيتك وما بين ذريتك واعطي ما تعطيه بالمساواة ، ولا تدع الم الحزن يطغي ، ولا بهجة الفرح تغري ، فالخط المستقيم اقصر طريق الوصول الى هناء العطاء .

يا بني
اعرفُ حقيقة شعورك ، واعرفُ حقيقة فرحتك بفرحتنا وفرحة بيتنا ، واعرفُ كم انت سعيد من اجل اختك ، جازاك الله خيرا وانعم عليك بالصبر لتصل الى حرية تعود بك الينا وتتجدد كالربيع وتتفتح براعم شبابك من جديد