السبت، 17 ديسمبر 2022

 

عوني

البناء مكتظ والازدحام على أشده، رجال تتدافع للدخول وآخرون يخرجون بخيبة امل وبحيرة ما بعدها حيرة. منهم من خلع البرنس الأبيض ومنهم من قذف بسماعته بعيدا، ومنهم من اقسم على ترك الطب والطبابة والتحليل والدراسة.

لا عيب بالاستعانة ولا ضرر في طلب المزيد من أهل الخبرة بالعلوم الإنسانية والتركيبة البشرية، وعلم الأحياء والبيولوجيا حتى علم النطق والكتابة والمحادثة والحوار. نعم طبيب خلف الآخر ومختصون لم يفلحوا بإيجاد التعريف المناسب لهذه الظاهرة الفريدة والجديدة وغير المألوفة.

ربما آن الأوان بالاستعانة بالسحر والسحرة، هذا ما قاله كبير الأطباء المشرفين وقد أيده الكثيرون في هذا الطرح، والخطوة الجديدة هي بالتفتيش الدقيق عن أمهر السحرة وضاربي المندل.

غادر الدكتور نبيل المختبر واخذ لفافة تبغ بعد أن اقسم على تركها ولكن للضرورة أحكام، وهام على وجهه سيرا على الأقدام عله بجد حلا لهذه المعضلة ويستطيع تحديد ما لديهم. صادفه أحد الجالسين ينادي القمر ويلعب مع النجوم وينفخ في الحشيش جالبا الجن وطارد الأنس وضارب السعد بالنحس. استوقفه المشهد وقرر أن يسأل ذلك الطائر المحلق وقال له:

لدي حالة إنسان غريبة، نظره جيد ولكنه يرى العكس

يتكلم ولا يُفهم، يكتب ولا يفقه، يقرأ بخط منحني، يكتب دائريا. حالة وقفنا أمامها ضعفاء مستسلمين، قاطعه صاحبنا ضاحكا: توقف توقف الم تعرفه؟

حبيبي هذا عوني، وهذه العينة لا توجد إلا في لبنان وأنصحكم بتركها لأنها

فالج لا تعالج.