السبت، 8 نوفمبر 2014

الاحمق الجريء


ليلة مقمرة ونسيم الجبل العليل يدغدغ وجوه الحاضرين وادخنة التبغ تتصاعد جدايل متلاشية فوق غصون الورد وخلف اشعة المصابيح ، طاولات هنا وهناك وافواه تتسابق لانتقاء ما اجمل واغلى واكثر جذبا ، طعام وشراب ورفقة على مستوى الاناقة الارستقراطية الغربية الممزوجة بالحياء الشرقي الخجول .

تنوعت المأكولات وتعددت معها اساليب التعارف التقليدية وغير المألوفة ، خليط من جاهلية الماضي وغباء الحاضر واستباق الآتي ، انه الصخب والمجون بين اصحاب القرون .

انتفض صاحب المقام الرفيع وبدأ الحديث رغم خشخشة النياشين والاوسمة وامر بالهدوء المطلق ليباشر لغة الفقهاء والحكماء والعظماء وقال :

ما اسم هذا المشروب ؟

قالوا له  انه عرق ، مشروب لبناني اصيل وهو من مدينة زحلة في البقاع

قال : ومن اين هذا التبغ الجيد ؟

قالوا له : انه من الجنوب من منطقة جبل عامل المتخصصة بزراعة التبغ

قال : جيد ،، اريد بعض التفسيرات الاخرى ، من اين هذه الحلوى اللذيذة ؟ قالوا له انها من الشمال من مدينة طرابلس

قال : أجبوني من فضلكم ، من اين هذا الزيتون الفاخر ؟

قالوا له : انه من وادي التيم من حاصبيا

انتفض غاضبا وقال : لماذا لم ارَ هذه الضيافة العظيمة على مائدتي سابقا ؟

قالوا له :عذرا يا صاحب السعادة انها ليست من الجبل بل تأتينا عبر بوابات الاقضية الاربعة وقد تصادفنا احيانا بعض العراقيل الجمركية والحدودية لإيصالها لقصر حضرتكم ونرجو المعذرة .

، لا ،لا ،، لا يجوز هذا ابدا ، اذا يجب ازالة الحواجز والعراقيل ، ولماذا هذا التباعد وهذه التفرقة وهذه المعابر ؟ وقد بدا عليه الغضب وهو يجول بين الحاضرين .

سكت برهة واردف قائلا : والله لو اجتمعت هذه المواد على سفرة واحدة لأحدثت انقلابا في تاريخ الدعوات والسهرات وربما تبعد وتقرب بين البشر ،، وسكت من جديد ، واشار الى عدم الضجة واعطائه الوقت الكافي للخروج برؤية تتيح لهذا العالم الاستمتاع بما استمتع هو وافراد حاشيته ، وفجأة انتصب على طول هامه  ورفع يده وقال بالصوت الملآن : باسم السلطة الممنوحة لي كقوة انتداب على هذه المنطقة اعلن ضم الاقضية الاربعة الى المتصرفية واعلن قيام دولة لبنان الكبير وحمل كأس العرق قائلا : كأسكم ويعيش لبنان الكبير .

تفاجأ الجميع بالأمر ومنهم من رحب ومنهم من رفض والآخرون ابدوا التحفظ وتقدم احدهم من صاحبنا وهمس له : سعادة الجنرال انكم بعملكم هذا لا تحافظون على التوازن الطائفي ودعني اوضح الامر قليلا : قضاء البقاع شيعي وجبل عامل في الجنوب شيعي ايضا ، وحاصبيا وراشيا دروزا وسنجقي طرابلس وصيدا من المسلمين السنة وكما تعلم ان الجبل ماروني ودرزي بالإضافة الى تشكيلة بيروت المعقدة، لقد اختلط الحابل بالنابل ونرجو اعادة النظر بالأمر .

قال : لا  ،،  وهذه كلمتي النهائية ولا رجوع عنها ، وليعمل على امر التوازن من سيخلفني .

هكذا اصبح لنا وطن اسمه لبنان الكبير وليد كأس الخمر وخليط الشهية ، شكرا لك جنرال غورو وليبقى اسمك ممجدا ومباركا عند اول شفة عرق وآخر لحسة حلوى .

اتكأ ابو متعب على جانبه الآخر وهو يحاول ان يشرح القصة بكاملها ولكن بدأ التآكل يضرب عينيه محاولا جمع فكيه بيديه معلنا الافلاس للنعاس ، اصرّيت عليه ورجوته بأن يكمل القصة ، فعاد الى صلابة عوده وأيقظ لسانه قائلا :

نعم لقد لاقت هذه الحادثة الاستحسان وقبول القادة التاريخيين لهذا البلد ، فتداعوا للاجتماع العاجل لأبداء الرأي والمشورة والمساندة اذا توجب الامر ، وعقد ذلك الاجتماع التاريخي العظيم في بلدة بر الياس البقاعية بحضور لفيف من الشخصيات العامة والقيادية واذكر منهم : الثائر علاقة صاحب ثورة مدينة صور الابية ، وطانيوس شاهين قائد ثورة الفلاحين في الشمال ، والامير فخر الدين المعني الكبير قائد معركة عنجر الشهيرة ، والامير بشير الشهابي الثاني الكبير رمز الحرية اللبنانية الاصيلة ، ويوسف بك كرم قائد معركة حيرونا ومعركة الدوير ضد غزو الباشوات والافندية لحرمات البيوت اللبنانية ، واخوث شناي الحكيم والعاقل وصاحب الحلول ومهندس مياه بيت الدين وزعماء العائلات اللبنانية كافة ومن مختلف المناطق التي اصبحت تحت راية لبنان الكبير .

تابع ابو متعب وقد بدا عليه التعب فعلا هذه المرة ، لقد ذهبنا كلنا الى هناك شيوخا واطفالا نساء ورجالا ، لدعم المجتمعين والوقوف صفا واحدا خلف قراراتهم ، واذكر ان بعض الوافدين قدم ومعه الزاد والفراش مستعدا لتمضية اياما وليالي عديدة امام مقر المؤتمر . يومان على النقاش الحاد والبناء وكانت ترتفع احيانا حدة النقاش بحيث نستطيع سماعه وكأننا نشارك فيه وقد صدر عن المجتمعين بيان مقتضب ولكنه يعبر عن رأي الشعب اللبناني بأسره من النهر الى الناقورة  وجاء فيه :

نحن المجتمعون هنا وبعد صدور قرار اعلان دولة لبنان الكبير نعلن تأييدنا ومباركتنا لهذه الخطوة ونؤكد ان هذا الوطن هو وطن نهائي لكل ابنائه ولا تنازل عن شبر واحد من حدوده الحاضرة والمعترف بها من قبل السلطات العالمية ، واذ نعلن استعدادنا للقيام بما هو مطلوب منا كمواطنين متساوين بالحقوق والواجبات ولا فرق بين لبناني وآخر الا بالانتماء والولاء لهذا التراب .

انتهى البيان  .... ووقع الحاضرون عليه وبدأت الاحتفالات والدبكات اللبنانية المتنوعة وقد شهدنا عرسا وطنيا كبيرا قلما يتكرر على المدى المنظور .

سكت ابو متعب ، والعيون شاخصة اليه ، وفهم ما نريد من غير طلب ، ورجوته بنظرات الشوق للمعرفة ، ولكنه نهض مودعا : انتم الآن احفاد اولئك الذين وقعوا بالدم والصدق والاخلاص والضمير على ديمومة هذا الوطن ، ترى هل حفظتم وصية اجدادكم ؟

غادر ابو متعب مثقلا بهم الوصية الثقيلة، غادر بعد ان استنفد كل طاقاته لأيقاظ حس الوطنية النائم في هذا الشباب الذي لا يعرف الا الجهل ولا يجهل الا المعرفة.

عم الصمت المكان وخلت الساحة وتناثرت اوراق السنديانة العتيقة معلنة بدء تشرين التفرقة والبعد، وهب النسيم مستقويا بالنوايا المبيّتة ، واسدل الليل ستائره مخبئا عيوب الذين لا عيب لهم سوى انهم العيب بعينه .

عزيزي القارئ

لا بد من وقفة حقيقية تلبّي حاجات الساعة ولا بد من التكافل والتضامن لإحياء ما مات او اوشك على الموت ،وهكذا انتفض حفيد ابو متعب وقرر ان يدعو احفاد ابطال هذا الكيان اصحاب التواقيع الشهيرة ، وفعلا اجتمع الاحفاد في جو يسوده الحزن العميق والاسف على ما هم عليه .

لم تحضر العامة الاجتماع ولم يكن هناك من ينتظر الدخان الابيض ولا كلمة ختام لانهم ملّوا الجمل الرنانة وسئموا المواقف المتكررة والمتهورة ، وعافت الزعماء والاسياد وبات كل واحد يفتش بين غياهب الازقة والممرات الضيقة عن تأشيرة خروج من هذا الوحل المميت .

اخي وصديقي

نحن احفاد ابطال هذا الوطن مؤسسي كرامته وعزة وجوده ، نتقدم من اجدادنا بالاعتذار الكبير على ضعفنا وتراجعنا في الحفاظ على هذا الكيان ، يؤسفنا ما وصلنا اليه من كره وحقد وتباعد ، يؤسفنا ان الغاية تبرر الوسيلة ولو على حساب النيل من الكرامة . ماذا نقول لكم اجدادنا الافاضل ؟

اصبحنا نخاف الحوار ولا نخاف الاقتتال ،نخاف التلاقي ونفضل التباعد ،نصون الغريب ونهدر دم القريب ،نخاف الانتماء ونرفض الولاء ، ونعتلي المنابر ونطلق الحناجر ،،، كلنا للوطن   .ماذا نقول لكم؟

اذا صادفنا لبنانيا نخاف السلام عليه لأننا لا نعرف انتماءه الطائفي فنتحول عنه حفاظا على ما تبقى لنا من ماء الوجه

فاذا كان مسيحيا نحتار من اين نبدأ اهو عوني ام كتائبي او قواتي او ماردي او بالهيك والهيك ؟

واذا كان سنيّا ، اهو حنبلي ام شافعي ام وهابي او نصريْ ام داعشي ام بالهيك والهيك؟

واذا كان درزيا اهو جنبلاطي ام ارسلاني ام جاهلي (من غير جحد) ام بالهيك والهيك؟

واذا كان شيعيا اهو اللّاوي ام حركي ام حوثي ، عربي ام فارسي ام بالهيك والهيك؟

لانعرف ولا نريد ان نعرف كل ما نريده هو الاستمرار( بالنقار والشحار والتعثير) وعدم الصحوة .شكرا لك غورو على هذه الهدية اللغم التي انعمت بها  وكم كنا نتمنى لو لم تكن بكامل وعيك وقتذاك وقلبت ما قلت وحذفت ما هو زائد ليصغر هذا الكيان ويصغر حتى يصبح بوسع الطفل حمله بين ذراعيه وضمه دون عناء ، فنحيا بوطن لعبة الاطفال لا الرجال كيان الاجيال عصي على الزوال .

اخواني

يؤلمني سماع بعض الديوك تصيح فوق مزابل غيرها ، ويؤسفني سماع النصح من الخرسان ويؤسفني شحذ الوطنية من الاجنبي ، يؤسفني حالك انت ايها اللبناني العجوز ولم تنعم بأسنان الحليب بعد ، يؤسفني بانني بدلت العتب بالأسف وبالتالي اخاف ان ابدل الاسف بالرحمة .

 

 

 

السبت، 30 أغسطس 2014

كل ديك على مزبلته صياح


يحكى ان ديكا جميلا كان يعيش في مزرعة كبيرة على كتف تلة تكسوها شجيرات مثمرة متنوعة ، وتعيش معه مجموعة دجاجات تكتلت هنا وهناك بمجموعات مختلفة الالوان والاحجام .كان هذا الديك يعتزّ كثيرا بعرفه الشامخ الكبير وبمنقوده المعوج الذي يعلم الدرس لكل من تسوله نفسه الاقتراب من حريم الدجاج او من قنّه المصنوع من الغصون وبعض الواح الخشب . يفتخر صاحبنا بمنزله كثيرا ويقف كل صباح عند حافة اللوح يصيح بأعلى الصوت معلنا شروق الشمس وبزوغ فجر جديد ليوم جديد في مملكته المترامية الاطراف .

دأب هذا الديك على اقناع دجاجاته كلها وافهامها بشكل قاطع ولا يقبل التأويل  بأن الشمس لا يمكن ان تشرق ولا تستطيع دون صياحه ، وان الله عز وجل قد انتدبه لهذه المهمة الجليلة المقدسة ، وعليه فان واجبه يقضي بأن يستيقظ باكرا ويصيح بأعلى الصوت لأيقاظ الشمس النائمة لتشرق على الكون وتزرع الدفء بين الناس لتعود اليعهم الروح من جديد بعد سبات الليل الطويل .هكذا فهمت الدجاجات هذه المهمة وهذا الواجب الالهي وتابعت باهتمام بالغ نهوض الديك الموقر، وواكبت صياحه العذب بتطلعات خشوع وتقديس لرؤية الشمس تشرق بعد اذن ديكها العظيم. مرت الايام والديك الجليل يقوم بمهمته على اكمل وجه ، من صياح مبكر وتجوال بين مزارعه المنتشرة ، ومحاضرات واقناع وتوجيه وتعليمات قبل حلول المساء والخلود الى النوم تحت حماية هذا القديس الملاك .

احدى الليالي الدافئة والانيسة ، تشرّف صاحبنا الديك باستضافة بعض الديوك من الاصدقاء والجيران فكانت حفلة صاخبة من الطبل والزمر والنفخ والشرب والثمالة حتى ساعات الفجر الاولى . انتهت وانتهت معها كل قدرة على الوقوف حتى ،وخلدوا جميعا الى النوم وغابوا في احلام عميقة وعميقة جدا كان يستحيل معها النهوض كالعادة . نعم نام صاحبنا ولم يستيقظ واشرقت الشمس وقارب قرصها وسط السماء ، وصاحبنا وشلّته الموقرة في" سابع وثامن نومة ". جزعت الدجاجات وظنت ان ديكها ميت لا سمح الله ، فاجتمعن من حول القن الرئاسي وحاولن ايقاظه على الاقل لمعرفة ما يحدث ، وكم كانت دهشتهم عظيمة وكبيرة عندما قام الديك وانتفض وبدأ بالصياح ظنا منه ان الصباح لا يزال في بدايته . صرخت الدجاجات ساخرة : لا تتعب نفسك فقد اشرقت الشمس منذ ساعات ومن تلقاء نفسها دون اذنك المقدس ، ونحن الذين كنا نظنك  المسؤول الاول والاخير عن الشروق ولكن واسفاه .. لقد اتضح كل شيء فنحن ضحية الكذب والخداع وكم نحن ساذجون عندما صدقنا بأن الشمس بحاجة لديك لتشرق ، كيف صدقنا ذلك ؟ كيف ؟ . انصرفت الدجاجات وبقي صاحبنا يندب حظه التعيس ويلعن ساعة تلك العزيمة المشؤومة وساعة شربه ونومه .

عزيزي القارئ

لقد تخيلت بان دجاجات بلدي ستكف عن البيض حين تعلم بان ديوكها تنام ملئ عيونها والشمس تشرق دون استئذانها ،ولكني اصبت بالخيبة المريرة حين علمت بأن هذه الدجاجات لا تزال على موقفها منقسمة الى مجموعات وكتل تتناحر فيما بينها في خلق الاعذار والحجج لديوكها التي تنتهك حرمة عقلها ببث الأكاذيب والاساطير حول القدرة والقدرة المطلقة التي حملها الله عز وجل لديوكها بقيادة مسيرة حرية الدواجن في الارض عامة .نعم لا زالت تتقاتل هذه المجموعات للاستحواذ والحفاظ على زعيم لها من بين تلك الديوك مع علمها المسبق بكذبه واحتياله وتنصله من واجباته والعبث بمصير الدجاج والقن والبيض وبكل ما يمت بصلة الى الجمهور الداجن العظيم .

 نعم صديقي القارئ لقد خاب ظني مرات ومرات حين ارى الجهل يقود العلم، وارى الحماقة تتقدم المعرفة ،والسكوت يغلب الحق ، هكذا هو الحال في هذه المزرعة، دجاجات حمق وديوك صياحة ومزابل بكثرة وصياح من وهناك اكان فجرا ام مساء لا يهم ولا فرق فالصياح صياح والصراخ صراخ طالما ان الآذان صماء ومكبرات الصوت تخفي مخارج الحروف وتضيع حقائق الكلام ما بين الصوت والصدى .

المنطقة تعج بالشر والويل قادم والآتي اعظم ،وديوكنا في لبنان لا تزال تنبش على المزابل رغم الرائحة الكريهة والامراض المعدية ، ورغم الفيروسات القاتلة القادمة من الشرق ومن الرمال القديمة والقديمة جدا ، ورغم كل هذا نراهم يصيحون ويصبون جلّ غضبهم جنوبا وكلما آلمهم رأسهم او خصرهم يقفون وينفضون الريش وبصوت واحد : اللعنة على اسرائيل ،، اللعنة على اسرائيل ،، نعم اللعنة على اسرائيل لأنها لم تضرب داعش، اللعنة على اسرائيل لأنها لم تساعد نظام الاسد ، لا اللعنة على اسرائيل لأنها تساعد نظام الاسد ،اللعنة على اسرائيل لأنها لم تساعد الاخوان في مصر، اللعنة على اسرائيل لأنها لم تساعد المالكي في العراق ، ولم تساعد الحوثيين في اليمن ،اللعنة على اسرائيل لأنها تساعد ولا تعرف ، واللعنة علينا لأننا لا زلنا لا نعرف من هي اسرائيل ولا نعترف بانها الديك الوحيد الذي لا يصيح على مزبلة .

اخي القارئ

لا يؤسفني قول الحقيقة ابدا بل يؤسفني تغاضي القارئ عنها والمرور عليها مرور الكرام .اننا بأمس الحاجة لقراءة مستفيضة ولا ضير في اخذ بعض المحظور وجعله مستحبا ، وان اخذ العبر من شيم العقل السليم .

اولا : اتوجه الى المسيحيين وخاصة بعد الذي جرى في العراق وسوريا وما يجري لكم في لبنان من تهميج وازاحة وتغييب ، لن يبقى لكم في الشرق سوى اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة شئتم ام ابيتم انها الملجأ الوحيد المتبقي لمسيحيي الشرق والسنين المقبلة ستريكم صدق كلامي .

ثانيا :ان الدولة الفلسطينية هي منتوج اسرائيلي فقط شئتم ام ابيتم ، ولو ان كل دول العالم ارادت قيام دولة فلسطينية دون ارادة اسرائيل فلن تقوم ابدا ، فكفاكم ايها الديوك العرب لعبا على المزبلة الفلسطينية وكفاكم هدرا للوقت وللدم الفلسطيني واتركوا لأهل رام الله ما يرونه صائبا لهم .

ثالثا : ان الانظمة العقائدية والدينية مزابل آيلة الى الاحتراق والزوال وما على الدجاجات الا التفتيش عن حقول خضراء وليس عن مزابل جديدة والاستغناء عن ديوك تشرق الشمس وابدالها بديوك تحترم شروق فجر جديد ومستقبل واعد .

رابعا : ان ديمقراطية اسرائيل والمال القطري هما من عاث بالمزابل فسادا فوق فساد وخرجت جموع الدواجن ذئابا كاسرة من بين انقاض الصراع الديني والعقائدي والتطرف الاعمى لتغلّف هذا الشرق برداء اسود يكفن الاقليات ويقسم الجموع ولا ينهيه الا زوال نهج الهيمنة والتسلط والتبعية .

آن الاوان للديوك العربية ان تطلق جناحيها نحو بيئة نظيفة ونبع ماء عذب لينطلق صوت الصياح بكل نقاء وعندئذ يمكننا القول

                     " كل ديك عل مزبلته صياح"

الأربعاء، 4 يونيو 2014

صاحب النيافة


لأول مرة ارى انه من الواجب وضع هذه السطور في متناول من يحب ان يعرف ،وفعلا انها المرة الأولى التي استعمل فيها هذا الباب في التواصل الاجتماعي لأني مدرك تماما ان الحقيقة يجب ان تُقال وتُنشر ليدركها كل قاصد وكل ساعي .

اضع بين يدي القراء الاعزاء والاصحاب والاصدقاء والاهل في لبنان وفي كل مكان ، اضع كلمتي التي كنت سأتوجه بها الى صاحب النيافة الكاردينال الراعي من خلال اللقاء الذي كان من المُفترض ان يجمعنا كلنا بغبطته اثناء زيارته الاخيرة لإسرائيل والاراضي المقدسة .

لقد ساء الحظ وحرمني من شرف لقاء غبطة البطريرك المحترم ، وذلك لأسباب رأيتها ورآها العديد من الرفاق موجبة وملزمة للاعتذار وعدم الحضور ، في وقت كنا فيه على احر من الجمر لمثل هذا اللقاء التاريخي والشجاع والذي ربما لن يتكرر في المدى المنظور .

نعم ان اولى اسباب هذا الفشل في اللقاء هو عدم تهيئة البرنامج المناسب والتخطيط الصحيح للقاء غبطته برعيته اللبنانية من قبل مخططي ومعدي مسلك وبرنامج هذه الزيارة وذلك بتجاهلهم لعدة نقاط اساسية اهمها :

اولا :ان بكركي هي صرح وطني لبناني ومسؤولياتها تتخطى مساحة الدين والمذهب ، وهي لكل لبنان ولكل لبناني  مقيم ومغترب ، مهجر ومهاجر ، ولنا نحن فيها دروزا وسنة وشيعة مثل باقي المسيحيين وخاصة الموارنة ، لذلك اننا نرى عدم دعوة الجميع وبدون استثناء بالطرق الصحيحة والسليمة والتي ترعى الاصول واللياقة خطأ فادحا نتج عنه هذه المقاطعة وهذه البلبلة في الحضور .

ثانيا : ان عدم وضع اللبنانيين كافة في اجواء الزيارة من جهة قيام لجنة مكلفة للدعوة والتخطيط والتنسيق بما يخص الشطر اللبناني من الزيارة ، ادى بنا الى الشعور بنوع من التفرقة وبالتالي الى جهل ما يجب القيام به .

ثالثا : ان الاصرار على مكان لقاء اللبنانيين في مدينة الناصرة اثار موجة من الاستنكار والغضب لدينا جميعا . فكيف يعقل ان نتجاهل المدن التي فتحت لنا بيوتها وقلوبها لاستقبالنا عام 2000 ، امثال مدن : نهاريا وكريات شمونة ومعالوت وطبريا ولا تزال تستقبل اللبنانيين حتى الآن ، في حين ان المدن الاخرى اوصدت ابوابها بوجهنا ومنها الناصرة ، فهل نكافئ من صدنا ونتجاهل من ضمنا ؟

ثالثا : ان اللبنانيين في اسرائيل يمثلون جالية كباقي الجاليات اللبنانية المنتشرة في كل انحاء العالم ،فهل يعقل ان تأتي شخصية على هذا المستوى ولا تقوم هذه الجالية بما يتوجب عليها ، وعلى رأسها واجب الاستقبال المشرف والضيافة اللبنانية الاصيلة ؟ واني اتسأل : هل تناول البطريرك واجب الضيافة على مائدة اللبنانيين  خلال زياراته لدول الاغتراب ام لا ؟ ولماذا العكس هنا ؟

لقد قمت بما تعلمته من الاجداد والاباء ، وما تمليه عليّ التقاليد اللبنانية الاصيلة التي نعتز ونفتخر بها ، لقد تقدمت بطلب الحصول على شرف استضافة غبطة البطريرك في منزلي المتواضع الصغير لتناول طعام الغداء والقيام بواجب استقبال الضيف كما تعودنا ، فكان الجواب بالرفض وذلك لأن غبطته سيتناول واجب الضيافة لدى رعية آخرين من ابناء هذه الدولة ،وطالبت لاحقا بأن نحظى ولو بزيارة مجاملة لاي بيت او عائلة لبنانية يريدها غبطته او من يدير مراسم هذه الزيارة ولكننا فشلنا في ذلك ايضا. اقول للمشرفين على مسار الزيارة : السنا من الرعية ؟ الا يحق لنا استضافة البطريرك كما يحق للآخرين في الناصرة والقدس وحيفا والجش وغيرها ؟

لا اضع اللوم على غبطته ولكني احمل المسؤولية كاملة للذين اعدوا برنامج الزيارة ، وسامحهم الله .

اضع هذه المواقف برسم الجميع وليعرف كل لبناني في كافة انحاء الارض باننا في اسرائيل على قدر المسؤولية وعلى مستوى القيام بواجب الاستقبال والضيافة لو أتيحت لنا الفرصة واعطي لنا هذا الواجب المشرف .

بناء لما تقدم لم استطع الحضور ولم استطع ان اسمع غبطته كلمتي ورسالتي الى الوطن كافة ، فوجدت انه من الصائب ان انشرها ولأول مرة على صفحتي في شبكة التواصل الاجتماعي والتي كرستها دائما للقاء الاحباء والاصدقاء بعيدا عن السياسة وهمومها ، وها انا انشرها على موقع (وقف لحظة) مع الشكر الجزيل لصاحب الموقع الذي سمح لي بذلك.

ارجو المعذرة ،،، وشكرا للجميع .                                                       





غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حفظكم الله
تحية لبنانية خالصة
لا ادري حقا من اين ابدأ ، امن سرد قصتنا الطويلة والدفاع عن مواقفنا ؟ ام من طرح وجهة نظرنا حول مصداقية وصدقية ما فعلناه او بالأحرى ما طُلب منا ان نفعل ؟ او من اثبات لبنانيتنا بعد كل تلك الفحوصات الوطنية التي اجتزناها منذ اتفاق القاهرة عام 1969 ؟
صاحب النيافة
لقد قلّتْ في بلدي الآذان الصاغية ، وندرت مواقف الحق والجرأة ، وكثرت الاجتهادات والفتاوى التي تخدم المصالح الفئوية المتنكرة للأهداف الوطنية الصحيحة ، وكثر الولاء للخارج على حساب الانتماء للوطن ، ونحن ما بين الولاء والانتماء صخرة وفاء واخلاص ثابتة لهذا الكيان الابدي النهائي  كصخرة بطرس عند المخلص .
نعم صاحب النيافة ، نتألم عندما نرى الانشقاق والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، ونتألم ايضا عندما نرى الحرية في قفص الهيمنة والتسلط ، ونبكي على العدالة عندما نراها رهينة جماعات وافرادا .
انتفضنا ووقفنا وحدنا ضد اتفاق القاهرة المشؤوم ، ووثبنا نلبي الواجب مع الجيش اللبناني في كل الاحداث التي تلت ذلك الاتفاق ، واصبحنا وحدنا نضمد الجراح ونبني ما تهدم جراء تجاوزات منظمة التحرير وعنف الرد الاسرائيلي .
نعم سيدنا ، وحدنا نحن الجنوبيون دافعنا ودفعنا كل غال ونفيس لبقاء هذا الوطن المقدس ولسلامة ووحدة اراضيه منذ انفراط عقد الدولة والمؤسسات. حملنا السلاح وزرعنا الارض شهداء وجرحى ومعاقين بالتعاون مع من كان يساند موقفنا ويقف الى جانب صفنا من زعماء في الدولة آنذاك ومن كبار ضباط الجيش وقادته ، فكنا الجنود النظاميين والمدنيين المسلحين نحارب معا تحت راية البلاد واوامر قادة البلاد .
لم ننشد نشيدا الا النشيد الوطني ، ولم نرفع علما الا علم لبنان ، تعاونا مع الجيران اسوة بكل مناطق الوطن فكانت لنا اسرائيل بعلم القادة والمسؤولين وبرغبتهم ورضاهم ومباركتهم ، تعاونا من اجل البقاء والمحافظة على ما تبقى من بشر وحجر في منطقة تركتها الدولة وهجرتها واهملتها بل باعتها بأبخس الاثمان .
لم نندم على ما قمنا به ابدا ، ولم نندم على الشجاعة في هدم اسوار العداء مع جيران اثبتوا انهم افضل من اخوان ، واوا ليس كل ما عانيناه من فضل الاخوان ؟
لم نتنكر لأي حق شرعي لأخوتنا الفلسطينيين ولا زلنا عند موقفنا الداعم لهم والمساند لدولة لهم على ارضهم جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل ، وكل من يدعي عكس ذلك فهو لسياسي جاهل وقومي احمق وفاقد لكل بصيرة ورؤية. فكفانا متاجرة بالقضية الفلسطينية تحت شعار المقاومة والتصدي ، والتي باتت قاب قوسين من ان تصبح قضيتنا اللبنانية ،( قضية العودة الى الوطن من الوطن ، وعودة الوطن من جحافل النازحين القدامى والجدد) قضية القرن ، اقوى واشرس واشد الما وظلما من القضية الفلسطينية نفسها ،  والآتي اعظم ،والباب مشرّع على مصراعيه لكل راغب في بلادي من اقصى الشرق الى الغرب البعيد ، ونحن على بُعدِ بضعة امتار ينقصها بعد نظر وقرار حكيم . فماذا بعد ؟
نعم ماذا بعد ؟
انتهت حربنا والقينا السلاح ووثقنا بالبعض فدفعنا الثمن في السجون في اعظم مهزلة قضائية عرفها القضاء اللبناني وكنا جائزة ترضية لكل من اراد . انتقلنا الى اسرائيل على امل ان تهدأ الامور ويعود العقل الى التحكم بالوضع اسوة بكل الحروب التي تنتهي وخاصة الاهلية منها ، ولكننا رأينا العكس تماما ، انتهت حربنا لتبدأ حرب اخرى في الصد والنكران والالغاء وعدم الاعتراف . دخلنا اسرائيل في دخول مؤقت ريثما تنجلي الامور ولكن سرعان ما تلبدت الغيوم وامطرت كرها ولؤما حتى اصبحنا اقرب الى النسيان في ذاكرة الزمان .
نيافة الكاردينال
ما بين زيارتكم الاولى عام 2001 وزيارتكم الآن تبدلت امور كثيرة ومهمة جدا :
بزيارتكم الاولى كنتم في رتبة مطران رعية ترعون امر العباد وتنقلون وجهات النظر والخيارات المتاحة الى المسؤولين والقيمين ، ولكنكم اليوم تتربعون على الكرسي البطريركي كاردينالا مشرفا للمسيحية وللشرق ولرسالة التسامح والمحبة ، فأنتم الآن اصحاب قرار ورؤية ومبادرة ولكلمتكم مكانة عالية في قاموس الحكماء والعقلاء.
حاولنا جاهدين ان نتأقلم في المجتمع الجديد بأقل تنازلات ممكنة ،ولكننا في دولة القانون والنظام . وحده القانون فقط الذي يضمن لنا الحق في العيش بكرامة وبحرية وعلى قدم المساواة مع مواطني الدولة وبنفس الحقوق والواجبات ، فلا مفر من المواطنة الكاملة عند السعي لغد افضل لأولادنا الذين لا ذنب لهم سوى انهم ابناء ابطال خسروا البطولة في جولة مزيفة ومشبوهة .
لا يتفاجأنّ احد في لبنان اذا ما رأى في المستقبل القريب ضباطا وجنودا إسرائيليين- لبنانيين في جيش الدفاع للدفاع عن دولتهم اسرائيل ، ولا يستغربنّ احد اذا ما رأى او سمع عن موظفين حكوميين لبنانيين في شتى مجالات التوظيف في دولة اسرائيل ، فلا تنسوا ابدا وتذكروا جيدا بأننا حاولنا مرارا وتكرارا التقرب والعودة المشرفة المحقة لنا ، وطالبنا بكل ما هو حق شرعي حسب الدستور وحق المواطنة وحقوق الانسان ، فكان الرد قاتما وقاسيا في لعبة المحاكم والعدالة .
اذا كنا نحاكم على تعاملنا مع اسرائيل ، فهل التعامل مع ايران وسوريا كان افضل ؟
واذا كنا نحاكم على حمل السلاح والقتال فهل كنا في الحرب وحدنا ؟   ولماذا لا يُحاكم من بدأ قبل بدء الحرب ، وقتل اهلنا ودمر بيوتنا واجبرنا على حمل السلاح ؟
واذا كنا نحاكم على خيانة فهذا يعتمد على تحديد هوية العدو الحقيقي للشعب اللبناني .
صيف وشتاء تحت سقف واحد ، تفرقة وجور وظلم هكذا اصبحنا في لبنان اصحاب بيت واهل ذمة .
سيدي
نتطلع الى وطن على قدر الحلم ، نتطلع الى وطن على قدر المحبة والوفاء ، ولا ضير في قول الحقيقة ابدا ، لقد عشنا الديمقراطية والحرية والمساواة، ولامست العدالة فينا كل جوانب الحقوق والواجبات . لقد عشنا الانتقال من ضيوف الى ابناء ولاحقا الى اصحاب حق ، ونتطلع الى اليوم الذي نرى فيه انفسنا في ربوعنا بين اهلنا واقاربنا ينعمون بكل ما نحن عليه الآن من امان وسلام وطمأنينة وعدالة .
سيدنا غبطة البطريرك
لقد رعيتم بالأمس القريب عودة اهل بريح في الشوف بعد معاناة طويلة واليمة داخل الوطن ،واكّدتم مع فخامة الرئيس والحضور الكريم على ختم آخر جرحٍ من جراح الحرب اللبنانية ،ففرحنا وبكينا على قدر عظمة اللقاء ولكنّني اسأل غبطتكم : هل كان ذاك فعلا آخر جرح ؟ السنا من عداد جراح الوطن التي لا زالت تنزف وتنزف ؟ ام اننا من عالم آخر لا يمتُّ بصلة الى وطن الرسالة ؟
تناقلت الالسن مرارا وتكرارا مسألة العفو العام عن ابناء الجنوب في اسرائيل ، ولسنا هنا في صدد تحليل هذه الخطوة وتداعياتها ونتائجها ، ولكننا نؤكد اولا وقبل كل شيء باننا لسنا بمجرمين ولا بمحكومين لنطلب العفو ، ولكن اذا كان لا بد من مخرج ما او عنوان ما لمرحلة طي هذا الملف فأننا نرحب بعفو تليه عودة مشرفة كريمة لكل اللبنانيين الراغبين بالعودة .ان مسألة العودة والخضوع للمحاكمة كما نسمع باستمرار، كانت ولا تزال حلا اقبح من مشكلة . فاذا كانت المحاكمة على من ارتكب جرما بحق الوطن او بحق المجتمع ، فهل نحن فقط من ارتكب هذه المخالفة ؟ وهل نحن فقط من حمل السلاح ؟ ولماذا نحاكم في حين يُعفى الآخر ؟
نعم سيدي ، نحن نقبل بالعودة والمحاكمة عندما نرى في لبنان رئيسا  فاسدا خلف القضبان ، ونقبل عندما نرى وزيرا او نائبا يُسأل ويُحاسب على اهمال ما او تقصير ما  ، ونقبل عندما تحزم الدولة امرها وتحاسب امراء الدويلات والمربعات ، ونحن نقبل بالمحاكمة عندما نرى قضاة لا يُباعون ولا يُشترون ولا ينحنون لرأي سياسي ولا لأمر ديني ولا لنفوذ مسلح ، نعم نحن نقبل بكل ذلك ولتكن محاكمة علنية وشفافة لكل مراحل الحرب ولكل ابطالها ،  ولكل من اطلق رصاصة ولكل من قتل ومن جرح ، فاذا كنا قد قاتلنا من اراد ان يقتلنا ويشرّدنا ويقتلعنا من جذورنا ، واذا كنا من وقف بوجه من اراد تغييرنا وجرّنا الى مشروعه السياسي والديني ، فأين الذنب بالمواجهة لنحاكم ؟  فنحن ايضا قُتل لنا المئات وجُرح الآلاف ، فهل ماتوا بسكتة قلبية ام انهم جرحوا بمباراة رياضية ؟ نعم ليحاكم المجرم ويبرأ البريء ، والى حين تحقيق هذه الامنية نتطلع من غبطتكم الى لفتة خاصة ورعاية ابوية واهتمام بالغ الشدة لأمور نراها من ضروريات تواصلنا مع الوطن الام :
اولا : العمل على السماح لنا بلقاء عائلاتنا واهلنا في لبنان على الحدود الدولية وتحت مظلة ورعاية الامم المتحدة اسوة بعدة اماكن ساخنة في العالم .
ثانيا : الابقاء على متابعة احوالنا الشخصية مع الجهات اللبنانية المختصة من تسجيل الزواج والاولاد والارث وما الى ذلك حسب الطرق القانونية المرعية الاجراء .
ثالثا : حرية التصرف بأملاكنا الخاصة من اموال منقولة وغير منقولة عبر الطرق القانونية المتبعة في هذه الاحوال .
 
صاحب الغبطة
لن نغير ولن نبدل ما تربينا عليه من الآباء والاجداد وسنبقى مخلصين للوطن ، وسنبقى ابناء فخر الدين وجبران والصدر ننشر الرسالة اللبنانية الحقيقية اينما كنا ، ونزرع ارز الرب حيثما حللنا .
سيدي
اننا نثمن زيارتكم الشجاعة المباركة ونتطلع الى حلٍ يكون على مستوى التضحيات والآمال ، ونحن اذ نضع مصيرنا ومستقبل اولادنا بين يدي من اُعطي مجد لبنان وعزته .
 
عشتم ودمتم رعاة المصالحة والوحدة والعيش المشترك الكريم، دمتم ذخرا للوطن
 
                      عشتم وعاش لبنان
 
 
                                                     العقيد نبيه ابو رافع
                                                      قائد اللواء الشرقي
                                                  في الجيش الجنوبي سابقا
                                                      27\5\2014
                                                                                                                                                                                                                                                                                                      
                                                   
                                                                        
 
 




الجمعة، 30 مايو 2014

وبعدين


ربما يعذرني القارئ الكريم ان لم اجد كلمة جديدة ملائمة لاصف بها ما يدور في خلدي بعد هذا المهرجان الهمجي ( العجّال) الذي رأيناه يتدفق الى ( الحفور ) ليروي ظمأه من شراب الديمقراطية السورية الي تربعت فوق رقبته اعواما طويلة  بأسواط وقشط ودواليب وصرامي. جاء هذا الذي لا اسم له سوى انه تلطى تحت شعار اللجوء ، جاء ليعلمنا كيف تكون الانتخابات الحرة النزيهة في بلاد الاغتراب السوري .

اللعنة عليكم ، واللعنة على الذي استقبلكم وحضنكم واطعمكم ، اللعنة على هذا الوطن لبنان الذي لا يصلح الا ليكون مقبرة لقاطنيه وزائريه وعابريه. اللعنة عليكم يا اهل السنة على هذا التخاذل المعيب الذي ظهر منكم من رأس حكومتكم وحتى آخر مؤمن فيكم .

اللعنة عليكم ايها المسيحيون المتحالفون مع نظام لا يعرف الا البطش والهيمنة والاذلال على وقوفكم الصامت المخزي ازاء هذه الاحداث .

اللعنة عليكم يا قوى 14 آذار كلكم على تعاطيكم الخجول مع اعداء لبنان وعلى خوفكم ورعبكم من قول الحقيقة وتنفيذ ما تتطلب هذه الحقيقة .

اللعنة عليكم يا اهل الشيعة في لبنان عندما تخليتم عن مبادئ الامام الصدر رحمه الله وتحالفتم مع من نكر النبي والّه وقدّس من اراد .

اللعنة عليكم يا بني معروف لأنكم نسيتم عمل المعروف في بلد بأشد الحاجة الى معروف .

اما بعد

اما بعد الذي شاهدناه ، ماذا عسانا ان نقول ، ببلد استقبل النازحين وقدم لهم كل ما يستطيع بالرغم من كل شيء ، وهذا ليس بجديد على هذا الشعب المعطاء ، فقبل السوريين كان الفلسطينيون ونكبتهم ، ومن قبلهم الارمن وكارثتهم ، نعم اننا نعطي في هذا الشرق لأننا ابناء العطاء ونعيش فرح العطاء ، ولكن !!

ان الذي حصل في هذه السخرية المسماة انتخابات رئاسية سورية هو قمة في العار والاذلال ، هو قمة الفساد والانحدار للأخلاق والسلوك ، هو نكران للجميل وهروب من ابسط واجبات النازح الضيف تجاه المضيف ، هذا اذا لم يعتبر النازح نفسه صاحب الدار والبيت تطبيقا لقول الشاعر :

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا     نحن الضيوف وانت رب المنزل

ولكننا بالفعل :

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا        بالذل نبكي عا اطلال المنزل

اين انتم ايها المسؤولون المتخاذلون ؟

اين انت ايها الجيش ؟

الم يحن الوقت لوقفة عز وكرامة للدفاع عن الكرامة اللبنانية والحرية اللبنانية من العابثين بالضيافة اللبنانية ؟

الم يحن الوقت لوضع حد لهذه الامور الدنيئة واعادة الحق لصاحب الحق ؟الم يحن الوقت لوضع حد للعجرفة السورية  ولذلك السفير الذي لا يعرف الا الصفير ونفخ ابواق الحقد والتفرقة والاضطرابات ؟

الم يحن الوقت لتقوم هذه الحكومة اللعينة بواجباتها – غير الرئاسية- بل الوطنية الخالصة في حفظ كرامة المواطن الذي اهين مرارا وتكرارا ليس فقط على يد الاعداء السوريين بل على يد اعداء الداخل الاشد عداء وخطرا من العدو الخارجي ؟

الم يحن الوقت ليقول اللبناني : انا ،،، نعم انا ومن بعدي الطوفان والحريق ؟

كم كنت اتمنى من لبناني شجاع ان يُقدم على احراق سيارته وسط تلك الزحمة المذلة ، وكم كنت اتمنى من لبنانيين شجعان لو قطعوا الطرقات واقاموا الحواجز والمتاريس السلمية لمنع هذا التدهور الخطير في احترام الوطن والمواطنين ، الم يكن ذلك افضل من الانتظار والاستسلام ؟


اقل ما يجب عمله هو طرد السفير السوري من لبنان واستدعاء السفير اللبناني في سوريا الذي لم نسمع منه شيئا منذ تسلمه منصبه ولا نعلم اسمه حتى ولا اي شيء عن نشاطه ، كذلك يجب نزع صفة النازحين عن السوريين واعادتهم الى بلادهم عنوة ، وان الذين فعلا هم نازحون يجب نقلهم الى الحدود داخل الاراضي السورية واقامة مخيمات اغاثة لهم بإشراف الامم المتحدة ، كذلك يجب اعادة فحص وتنظيم العمالة السورية في لبنان واخضاعها للقوانين اللبنانية ، لا لقوانين الاخوّة والاشقاء.

ايها اللبنانيون

قفوا وفكروا مليا، قفوا وتأملوا هذه الحركة التي رأيتموها عن قرب وعن كثب،

اذا كان بإمكان النظام السوري ومن معه من احزاب خائنة وعميلة (لبنانية بالاسم)، اذا امكنهم اقناع من شردوهم وقتلوهم وسبوا نساءهم وبناتهم ، ونهبوا بيوتهم وممتلكاتهم واجبروهم على الفرار عراة ، اذا تمكنوا من جرّهم الى صناديق ( البصم بالعشرة ) ،فماذا بالله عليكم سيحصل اذا ما قرّر هذا النظام وحلفاؤه ان يسلحوهم بآلاف قطع العم كلاشينكوف رحمه الله على نعمته المفيدة ، ماذا سيحصل ؟ وماذا سيحل بلبنان وبسكانه المساكين ؟

سؤال اطرحه برسم الاجابة خاصة من العماد ميشال عون ، ومن السيد سليمان فرنجية ومن الرئيس نبيه بري ، بل اطلب الاجابة اذا تجرأ احد على الاجابة من جمهور هؤلاء القادة الافاضل الذين ذكرتهم .

تذكروا ايها اللبنانيون ان ما رأيناه هو تجربة لاجتياح مسلح قادم للبنان من هؤلاء النازحين ، وتذكروا ان من اخرجه قتل الحريري سيعود على رفاة الحريريين .

ان الغد لناظره قريب ....