السبت، 26 أكتوبر 2019

كلن


                           كلّن، يعني كلّن
هتافات الحناجر وصراخ المتألمين، والجياع. جياع البطون بعد ما اكل الحوت كل شيء أو بالأحرى الحيتان الهائجة، وجياع الحرية والقرار الحر والكرامة، ترى أيهما جوع امر وأقسى؟
نعم لقد عاث الفاسدون بالوطن منذ أكثر من ثلاثين عاما وهم هم نفس الفم ونفس الضرس في السلطة وعلى الطاولة وقرب الصحن اليومي، يأكلون ولا يشبعون حتى وهم نيام يأكلون، حتى في الصيام يأكلون، وقبل الأسبوع وفي الأسبوع وبعد الأسبوع وخلال الدفن يأكلون وهم يترحمون على حمل حملهم فحملوه الى المسلخ وتوزعوه. أكلوا كل شيء بحجة الاستقرار تارة وبحجة التلازم تارة أخرى، بحجة التصدي للعدو أحيانا وبحجة مؤازرة الشقيق أحيانا أخرى، بحجة الحرص على أمن الأشقاء وفكرة دعم الحلفاء، ونحن في كل حالة حالة نرضى لا محالة بحجة الاستحالة.
أيها اللبنانيون
حراككم حرك كل ضمير وسعيكم حمّس كل متخاذل ومساركم دفع المتردد للاقتناع والمشكك لليقين، فلا تخذلوا من وجد فيكم الأمل والمستقبل والتغيير والإصلاح والتقدم، فيا سبحان الله كيف رسموا لكم شعاراتهم لتكون الكلمة المدوية لإسقاطهم.
نعم كلهم يعني كلهم، من أمراء الحرب وقادة الميليشيات وزعماء العصابات الى كل من شاركهم النهب والفساد في كل الحكومات، لاتدعوا أحدا يفر  أو يهرب أو ينجو من فعلة فعلها وحاسب غيره عليها وحكمه وسجنه ونفاه وشرده .ليجربوا الجوع والبهدلة ، ليجربوا السجون والإهانة ، ليجربوا الذل ودعس الكرامات ، ليجربوا الركوع على أبواب الزعامات من اجل لقمة أو وظيفة ، ليجربوا الزحف أمام أبواب المستشفيات من اجل طبابة أو علاج ، ليجربوا الانتظار خلف الرغيف ، وفوق كل ذلك ليجربوا ذل الخنوع والولاء المدمر ، ليجربوا إنشاد النشيد الوطني مرة واحدة هذا اذا كانوا يعرفوه ؟
أيها الشعب الحضاري
إنها ثورتك البيضاء فلا تدع أحدا يشوه صورتها، ولا تخف من الدلالة بالإصبع والنطق بالاسم والميول، حاربهم بأبسط سلاح وافتك سلاح بالنأي بالنفس الذي ضقنا ذرعا به سياسيا، بالنأي بالنفس عنهم وتركهم وإهمالهم وعدم ذكرهم، وعدم مشاركتهم لا بحزن ولا بفرح ولا بمناسبة، دعهم يشعرون بالوحدة منبوذين مبعدين، قلل من شأنهم ومن شأن التعاطي معهم، هكذا نحمي الثورة من هذا الفيروس السام وهذا الدخيل على شرف وعزة وكرامة الوطن.
نحن شعب لبنان العنيد لا نركع إلا في الجامع والكنيسة والخلوة والحسينية، ولا نطلب إلا من الله عزوجل، سنحاسب من دمّر بلدنا وسنحاسب من دمر اقتصادنا، سنحاسب من فكك مجتمعنا، سنحاسب من أرهبنا سياسيا واقتصاديا ودينيا واجتماعيا وتربويا وسنعيد الحياة الى جنة الشرق كما كانت.
أخي في الوطن، أخي في العبادة، أخي في النضال، ضع يدك بيدي وكتفك جنب كتفي ولنتقدم بصوت واحد
كلنا للوطن     للعلا للعلم

الاثنين، 21 أكتوبر 2019

غطاء ام حذاء


  وأخيرا اطل الحق من حناجر عطشى لقول الحق،
أطلت الحقيقة لتقول لنا ها أنا فانطقوا بي ولا تخافوا،
أخيرا بزغت شمس الحرية وأطلت جموع الناس لاستعادتها
أخيرا نزل أبطال بلادي الى الميادين من دون سؤال من أنت؟ ولمن أنت؟
وأخيرا تشابكت الآية مع الإصحاح، وهتف الجرس للمئذنة معلنين بدء ثورة لبنان الحقيقي، لبنان الفينيقي، لبنان قدموس وجبران، لبنان فخر الدين والأمير الشهابي، لبنان سعيد عقل ونعيمة، لبنان التاريخ من كمال جنبلاط الى رفيق الحريري مع تحيات قافلة الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن الوطن النهائي لبنان، أخيرا بزغ نور لبنان الإمام موسى الصدر والبطريرك صفير، نعم هذا هو لبنان وهذا هو شعب لبنان العظيم الحقيقي.
إخوتنا من في الساحات تحت الشمس والمطر ، أهلنا من في الطرقات والمفارق ، يا من حملتم علم لبنان وحملتم معه آمال الملايين المساكين المتشوقين لأمل جديد ومستقبل جديد ، انتم الذين ترفعتم عن المذهبية والطائفية وعن الأحزاب السياسية سبب كل علة وسبب كل مرض وفقر وانحطاط ، انتم لسان حال الجميع وانتم محط أنظار الجميع ، فلا تستسلموا ولا تضعفوا واستمروا بهذه الانتفاضة المباركة وهذه الثورة الشعبية النقية الصافية ، ارموا كل الخلافات جانبا واتحدوا لتنقذوا الوطن من براثن من نصب نفسه سيد الوطن وحامي الوطن ،انقذوه من الفاسدين والسارقين وتجار البشر والحجر، ارموهم في اسفل القاع ولا تنظروا خلفكم ، انه الوقت وحان الوقت وصار الوقت لنقول كفى ، نعم كفى ،
كفى تسلطا، كفى فسادا، كفى نهبا، كفى كذبا، كفى استهتارا بنا، كفى جرنا الى حيث تريدون، ومنعنا من الذي نريد، كفى سحق هويتنا ودحر تاريخنا وهدم هيكلنا.
أخي اللبناني
بالامس اطل علينا السيد حسن نصرالله بإطلالة لا تخلو من الريبة والحذر، إطلالة لا تشبه سابقاتها من إطلالات الشرح والسرد والتباهي والذم والمهاجمة مسترسلا بعبارات الشعور بالوضع العام للمواطنين وداعيا الى رص الصفوف لإعطاء المواطن حقه الذي سلبه إياه العهد أو العهود السابقة ، ولكنه سرعان ما انتفض وعاد الى عاداته السابقة بالتحذير تحت طائلة السلاح وبمد الإصبع الذي عود عليه اتباعه وأنصاره وخوف فيه من يعارض أو يتحفظ ن عاد ليطلق شرارة الاستعلاء والتباهي ويعلن ان نزوله الى الشارع له ثمن وله نتائج وله تداعيات لا يتحملها الوطن . نعم يا سيد حسن صدقت فان الوطن لم يعد يتحمل إملاءاتك ولا توصياتك ولا أوامرك فالجميع بات يعرف أن كل بلاء الوطن هو منك ومن حزبك، وان كل فقر الوطن هو من سياستك في التبعية وتفضيل الغريب على القريب، لم يعد خافي على أحد بأن كل قرش يدخل الى لبنان لك منه حصة الاسد وان كل صفقات الحكومية كانت بالتغاضي منك بعد دفع الفاتورة، نعم إنك شريك كامل في مأساة اللبنانيين إسوة بباقي الشركاء وخاصة الحلفاء الأفاضل.
أخي اللبناني
أيها المسيحي وعذرا في أن أتوجه أليك طائفيا وخاصة أنت أيها العوني أو (التيار الحر)؟ ولا اعلم إن كنت حرا فعلا، أتوجه اليك وأتهمك مباشرة بالمسؤولية عن كل ما حصل للوطن منذ العام 2005 كونك كنت ولم تزل الغطاء الذي يطلبه ويستميت من أجله حزب الله. نعم رضيت أن تكون الغطاء لتصل الى الرئاسة وللأسف وصلت وأصبحت كما تريد ووضعتنا حيثما تريد، وتلاشت فكرة الحليف وضعفت مقولة الشراكة الى أن أصبحت تابعا قابعا تنفذ ما يريد الحزب على امل التتابع بالوراثة والانتقال العائلي، ولكنك تجهل فعلا ما أصبحت عليه وما تحولت اليه من غطاء الى حذاء.
 أنتم أيها المناصرون للتيار، كيف تقبلون بكلام زعيمكم وقائدكم الأغر جبران باسيل؟ فاذا كان هو لا يخجل من الذهاب الى سوريا فلماذا سكوتكم عن هذا العار؟ نعم عار لحق بكل لبناني شريف، دماء شهدائنا من جراء الغدر السوري وحلفاؤه لم تجف بعد، ولم تزل عصابات النظام السوري قابعة في لبنان تتحين الفرص لضرب الوطن، الى أين أنت ذاهب أيها الفيلد مارشال جبران؟ أذاهب لتدعم للمساواة بالاحترام والتقدير الدبلوماسي على الأقل بين البلدين؟ أم أنت ذاهب لدعم عودة السوريين الذين اجبرهم نظامهم على الهروب؟ أم أنت ذاهب لجلب اللبنانيين الأسرى بالسجون السورية؟ أم لجلب جثث اللبنانيين الذين أعدموا على يد ذلك النظام؟ ا مانت ذاهب لتجدد الولاء المباشر دون الوسيط الحزبي للنظام السوري على امل الرئاسة الأولى؟
أيها الأخوة
كلكم مسؤولون عن هذا الوضع وكما يقول المثل الشعبي "من الحفة للّلزقة"، كلكم نهبتم وسرقتم واستغليتم وكنتم شركاء السيد في كل شيء، يغطي أعمالكم مقابل تأييدكم له فأنتم أكثر من شركاء وأكثر من خونة وأكثر من فاسدين،تخليتم عن القرارواصبح الوطن بفضلكم سلعة بيده. فاذا كان مشروعه السياسي إيراني أو سوري أو ممانعة أو صمود أو القضاء على العدو، فما هو مشروعكم؟ الدولة القوية؟ بوجه من؟ ولمن؟ أو التغيير والإصلاح؟ إصلاح ماذا؟ أو تغيير من؟
جمهورية قوية؟ وغالبية الشعب تحت خط الفقر والإهمال؟ اشتراكية او ديمقراطية أو مستقبل أو. أو... وأنتم بحالة لا انتماء ولا ولاء للوطن بل للخارج كلكم، كلكم دون استثناء.بايعتم وبعتم وهل بقي شيئ لتسموه وطن؟
إخوتي اللبنانيين
لنقل الحقيقة كما هي ولنقل الكلمة الصريحة دون مواربة، ملايين الدولارات هدرت على الكهرباء والنفايات والمياه والصفقات المشبوهة، ولا أحد خلف القضبان أو على كرسي المساءلة، وحدهم من يطالبون ويعانون في السجون، وحدهم من قدموا للوطن ما لم يقدمه غيرهم في السجون، وحدهم من يؤمنون بالوطن النهائي بالسجون، وحدهم من ليس لهم سندا ولا حزبا أو تنظيما خلفهم بالسجون. نعم آن الأوان للانتفاضة والثورة، آن الأوان ليعرف كل سياسي وكل حزبي حده وخطوط تماديه.
إخوتنا ليتنا نستطيع أكثر من التضامن، ليتنا نستطيع أكثر من الكتابة، ليتنا نستطيع المشاركة الفعلية ولكن قدرنا أن نراكم من بعيد ونبكي من قريب ونشد على حناجرنا علها تصلكم عبر الحدود.
نحن من دفع الأثمان الباهظة منذ العام 1969،نحن الجنوبيون الاوائل من باعتنا الدولة، نحن من استباحنا واستباح ارضنا عرفات وثورته،نحن من دفع ثمن الاجتياح السوري والحزبي اليساري والاسرائيلي،نحن من دفعنا ثمن الهيمنة الحزبية لحزب الله واعوانه، نحن من أرضيْنا الجميع على حساب عمرنا ورزقنا، نحن من هُجّر واُبعد، دفعنا شهداء وجرحى وأيتام ومفقودين وبعد أكثر من خمسين عاما لا زلنا على أتم الاستعداد للمتابعة والتحمل على امل أن نراكم تنقذون ما لم نستطع أن ننقذ، وتفعلون ما لم نستطع أن نفعل، تابعوا واستمروا فالحق معكم والله معكم وقلوب اللبنانيين من كل أنحاء العالم معكم.
آن الأوان للتغيير، آن الأوان لولادة لبنان الجديد.
آن الأوان للثورة البيضاء الراقية.