الخميس، 19 ديسمبر 2013

من يجرؤ ؟


الكرامة والشهامة والمنطق والصدق، كلها نتاج حالة واحدة وهي الجرأة. الجرأة التي لا تتجزأ ولا تتقسم ، اما هي او لا .

نعم صديقي القارئ ان الانسان الجريء هو انسان سيد نفسه ، صاحب موقف وصاحب قرار . بدون شك ان الحرية تأتي من الجرأة ، فلا وجود لشعب حر دون جرأة ، ولا لصاحب قرار دون جرأة ، ولا لقوي وسيد نفسه دون جرأة ، ولا لصادق ولا لمنطقي دون جرأة ، انها الحجر الاساس في بناء الامم وتقدم الشعوب واستقامة المجتمعات .

صديقي القارئ

من يجرؤ ان يقف وسط الجنون ويصرخ للعقلانية ؟

من يجرؤ على الدوس على الامر الواقع وينطلق نحو الامر لواقع حقيقي ؟

 من يجرؤ على نفض غبار الهيمنة والسيطرة والاحتواء وينطلق باتجاه شراكة حقيقية شفافة عادلة ؟

من يجرؤ ان يقف ويشير بإصبعه علانية ويقول بكل بساطة " اعور ! اعور بعينك " حسب الحوار اللبناني الصريح ؟

انتم ايها القاطنون في العشرة آلاف واربعمائة واثنان وخمسون كلم مربع ولطالما تغنيتم بتلك المساحة الصغيرة التي ملأت الكون عباقرة ومفكرين ومغامرين ، انتم الذين رضيتم لأنفسكم هذا التقزيم لتصبحوا رقما في معادلة ربما انتم من وضع اسسها الاولى بقصد او عن غير قصد ، انتم اليوم اضعف من تكونوا جزءا فاعلا او كلمة لها محل اعراب وسط القرارات والمواقف ، لماذا ؟ لماذا ايها الشعب المغامر ؟ افقدت روح المبادرة والاقدام ؟

افقدت الكلام " الدغري ،، اعور !! اعور بعينك ؟

افقدت الجرأة ايها الجريء ؟

عزيزي القارئ

يكثر الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة وفاق وطني او حكومة تكنوقراط او حكومة ميثاقية الى ما هنالك من اسماء تعجز عن احصائها ملفات  السلطنة العثمانية ، ويكثر الحديث عند كل استحقاق دستوري بل عند كل تعيين او نية اصدار مرسوم ما، وايضا وأيضا عند كل زيارة وتُسمع اصوات هنا وهناك منبهة محذرة من ويلات الامور في حال تم الاتفاق على شيء ما وكأن هذه الزيارات الرسمية او غير الرسمية جاءت لشم الهوى والترويح عن النفس الا اذا كان صاحبها من دائرة الجنة وملائكة الر حمن .

اين نحن ؟ والى اين وصل بنا هذا الانحطاط الاخلاقي والسياسي والسلوكي ؟

من يريد تشكيل حكومة ما ، اسأله لماذا ؟ وماذا ستفعل هذه الحكومة بغض النظر عن مكوناتها او اسمها ، ماذا ستفعل اذا كانت محكومة بأمر حزب الله ؟ واي حكومة لبنانية منذ اتفاق الطائف تمكنت من حل مشكلة واحدة على الاقل سياسية كانت ام اقتصادية ام امنية ؟ اية حكومة منذ التسعينيات لم يكن فيها وزير الخارجية هو وزير النظام السوري وايران وحزب الله وينفذ السياسة الخارجية لذلك المحور ضاربا مصالح لبنان عرض الحائط ؟

اية حكومة لم يكن فيها وزير الدفاع الا ملحقا للمحور السوري الايراني منفذا سياسة دعم حزب الله " المقاومة" على حساب الجيش اللبناني والدولة اللبنانية ؟ ناهيك عن التربية والاتصالات والنفط والزفت والصرف الصحي والتوظيف والتشكيل والقضاء والحبل على الجرار بدء من رأس الهرم حتى آخر بواب مدرسة او حارس بناية .

اية حكومة في لبنان لم تكن مرتهنة كليا لإرادة حزب الله رغم ابواق المعارضين والرافضين الذي كانوا ولا يزالون اقل من زوبعة في فنجان ؟

اية حكومة في لبنان لم تكن لتعيش لولا تبنيها فكر ونهج وتطلع حزب الله والا !! اسألوا الرئيس الحريري وقافلة الشهداء من بعده ؟

اخي اللبناني

ازاء هذه المعطيات وهذه الوقائع المريرة نجد قاموس اللبننة وقد طويت بعض صفحاته والغيت صفحات اخرى تماشيا مع مصلحة المهيمن والماسك بالزمام ، نجد انفسنا امام اصطفاف طائفي ومذهبي لا مثيل له في تاريخ اي بلد متعدد المكونات السكانية ، وبالتالي فان القوة المسيطرة قد استقطبت بعض الفئات الاخرى اما بالترهيب او بالترغيب وصولا الى وضع يصعب فيه فهم الهدف والسلوك .

ان كل مسيحي مع حزب الله هو خائن لطائفته ، وان كل سني مع حزب الله هو خائن لطائفته ، وكذلك ان كل درزي مع حزب الله هو خائن لطائفته ،وكل شيعي ليس مع حزب الله هو خائن لطائفته ،هذه المعادلة المذهبية هي التي افرزت هذا الانقسام الذي وصل الى مجمل دوائر الدولة ومؤسساتها .

لن يأت رئيس للجمهورية بالمعنى الذي كنا نعرفه او نريده طالما ان اتفاق الطائف  سيكون له كما كان لأسلافه ، فلن يعطيه اكثر من غيره ، وهنا ضمن هذه السلة من الامتيازات ، اسيحدث فرقا لو كان الرئيس من هنا او هناك ... فلان ام فليتان ؟ بالطبع لا ، طالما اننا رضينا باتفاق الطائف وما تكرّم به على المسيحيين من فوائد وخيرات ، فلماذا هذه الانتفاضات ودب ناقوس الخطر من الفراغ الرئاسي مع العلم ان الفراغ هو افضل من رئيس واجهة يضعف المسيحيين اكثر مما هم عليه الآن ويكون غطاء ادفى واحنّ من الرئيس السابق اميل لحود .

ايها اللبناني

بالانتقال الى رئاسة الحكومة السنية والتي مهما علا شأن رئيسها، ومهما تنوعت مضاداته الحيوية ومهما تشعبت وسائل دعمه واسناده ، سيبقى رهينة الثلث المعطل الذي يريده حزب الله بقوة السلاح شاء من شاء وابى من ابى ، وسيبقى هذا الثلث السيف المسلط على رقبة كل رئيس لا يتبنى ويدافع عن مصلحة المحور السيء الذكر واسألوا الرئيس الشهيد الحي سعد الحريري ، وليس آخرا هو تخبط الرئيس المكلف تمام سلام في وحول الاثلاث والستات والتسعات .

والى الرئاسة الثانية والتي سيبقى على راس المجلس النيابي شيعي مهما كثر او قل عدد نوابه ومهما تغيرت المعادلة من المناصفة الى المثالثة او المرابعة ، سيبقى ملك الشطرنج حلاّل المشاكل وطارد الجن والعفاريت على راس المجلس النيابي منفذا سياسة المحور الشيعي من ايران الى البعث الى الحزب متخذا من بقايا اليسار اللبناني اليتيم من المسيحيين المغررين والموعودين ومن الدروز المنكرزين ، وبعض اهل السنة المقهورين ، متخذا منهم درعا وغطاء سياسيا داخليا واقليميا ، واذا اقتضت الضرورة دينيا لمصلحة الامة والولاية والفقيه والقيامة والعقاب والثواب .

اذا لنتجرأ ونقول ان لبنان هو محمية لحزب الله وتحت سيطرة السلاح المباشرة ، وهو يسرح ويمرح في ظل غياب الجرأة للوقوف في وجهه وعمل ما يجب عمله .

ايها اللبناني الجريء

لقد تملكت مني الجرأة بأن اطرح عليك بعض ما افكر فيه او بعض ما يجول في خاطر الكثير من ابناء هذا الوطن المشكل . دعني اقول :

اولا : لماذا لا نقسم لبنان الى دائرة انتخابية واحدة حسب النظام النسبي وتتنافس فيه ثلاث لوائح فقط تتكون كل واحدة من نفس عدد المجلس النيابي اي 128   اسما وتكون لائحة باسم 8آذار والثانية باسم 14 آذار والثالثة للمستقلين والذي يفوز يشكل حكومة اما مستقلا او بمشاركة من يشاء من اللوائح الاخرى ." مع الابقاء على المناصفة احتراما لاتفاق الطائف ".

ثانيا :طالما نحن في بلد ديمقراطي كما ندعي وطالما لن نستطيع بالمدى المنظور من تخطي الطائفية والمذهبية وطالما لن نستطيع ان ننجز قانونا انتخابيا عصريا ، وبموازاة النسبية المطروحة اعلاه ،لماذا لا نطبق المداورة في السلطات ؟

لماذا لا نتداور الرئاسات الثلاث : اي ان يصبح رئيس الجمهورية شيعيا ورئيس الحكومة مسيحيا ورئيس المجلس النيابي سنيا لفترة زمنية تكون نفس فترة رئاسة الجمهورية ، وهكذا تتبدل الوظائف كل ست سنوات وبذلك نكون قد انجزنا اللعبة الديمقراطية حسب الديمقراطية اللبنانية المذهبية .

ايها الجريء

حتى يحين موعد الجرأة وتبدأ الافعال وتختفي المواقف الراعية لهذا وذاك ، وحتى يحين موعد الانتفاضة المجيدة في وجه حزب الله واعوانه اطالبك ايها اللبناني الشريف واطالب كل سياسي وطني ومخلص بأن يتبنى هذه المقترحات ويعمل على تنفيذها واحترامها والسعي لإطلاقها ووضعها موضع الفعل وهي :

1-   الاقرار بأن لبنان محتل من قبل ايران والنظام السوري وحزب الله

2-   الاسراع بتأليف حكومة  ظل وطنية مقاومة لهذا الاحتلال

3-   وقف جميع الاتصالات السياسية مع حزب الله

4-   الاعلان عن مجابهة سلمية شاملة ضد حزب الله وشركائه بدءً بمقاطعة اجتماعية وتربوية وثقافية واعلامية واسعة ونشر مفاهيم هذا المحور الهدام ومدى خطورته على الكيان الوطني ككل .

5-   السعي لإبعاد شركاء الحزب عنه واستيعابهم بشتى الطرق ضمن دائرة الثقة المستقبلية .

ايها اللبنانيون

آن الاوان لاتخاذ الموقف الجريء ،

اما ان تنزلوا وتتمرجلوا ، او احملوا خيبتكم وارحلوا