السبت، 25 يناير 2014

الف حجة وحجّاج


ايها القوم

ايها اللبنانيون

اتعسَ فعلكم اوقاتكم واطال امد معاناتكم ، وجعلكم عبرة في شحذ قوتكم ، جهلة مدّعون الى العدم سائرون ،كفرة ملحدون ، اطفالا وملتحون ، بالخزي بدأتم وبالعار تنتهون .

اما بعد

لقد وقفتُ على مشارف صنين امعن النظر بعاصمة العلم والمعرفة ، والتي كانت على مدى طويل هدفا ومطلبا لكل طالب فخر وعز وكرامة . وقفت الى ان ايقظني الريح ووخزني البرد ، فأملت الطّرْفَ وفتحت مجلد التاريخ الذي كُتب بالدم صفحات وصفحات ، وبالنور والمعرفة صفحات اخرى . لقد هالني كم من علامات استفهام لبقايا احلام من ذاكرة الايام ، رجفت من صقيع الحقيقة وبكيت من واقع موجع .

تتباهون في السياسة وانتم اكثر الخلق ايذاء في السياسة لكثرة المغامرة وقلة المراعاة وسوء النية وبالتالي الغباء ولا زلت ارى اختام اسيادكم واضحة فوق كتبكم واوراقكم سواء كانت انتخابية او محاضر شخصية او دعوات او قصاصات وملاحظات ، ولا زالت آثار النعم واضحة تذكّر من فقد خيط الامس بأنه لم يجتز اليوم التالي والعجلة من الشيطان .

تتسابقون يا اهل السياسة الى المكائد والمصائب ، والشعب غائب وخائب همه لقمة العيش وسط قذارة فحشكم وترفكم ، فوالله ما رأيت شعبا اذلّ من هذا الشعب المسكين ، ولا مررت بسياسيين كالذين بين يدي وتحت ناظري يملأن الأروقة والمنابر بالأكاذيب والنصب والاحتيال .

اما بعد

يتكلمون عن الكفر والتكفيريين واقول لهم بانهم التكفيرييون الاوائل في هذا العصر بدءا من اسمهم التكفيري الواضح ، والله ما سمعت ولا قرأت بدين ولا بمذهب بأن الله اسس او بصدد تأسيس حزب يحمل اسمه او مبادئ تخص جمهورية او ولاية او مدينة فاضلة ، ان ما ينسب الى الله من فعل بشر هو مساواة الله بالعامة " واعوذ بالله " من هذا الامر . هذا هو الكفر بعينه والتكفير بذاته فإلى اين انتم سائرون في تغرير المجتمع وتزييف الحقائق .

ان من حمل راية التكفير اولا لا يحق له ان يحمّل الآخرين سوء اعمال من اخذ من التكفير وسيلة للإرهاب والقمع والاذية ، ولا يجوز ان يحمّل كل القوم خطيئة فئة من القوم او قلة قليلة اجتاحتها السلطة واعمى بصيرتها الاستبداد ولذة العبودية . ان الله عز وجل بريء منكم ومن اعمالكم وحتى من صلاتكم لأنها لب الكفر وجوهر الالحاد . ان الارهاب ليس بالسيارات المفخخة ولا الاغتيالات ولا التصفيات الجسدية فحسب بل ان هناك ارهابا فكريا واجتماعيا وثقافيا ونفسيا ، فقيادة العامة الى الهلاك وفقا للمصالح الشخصية سواء كانت محلية او اقليمية هو ارهاب ، وان تلفيق الاساطير والامجاد والانتصارات هو ارهاب ضد الإدراك والحس والوعي عند الناس .

 ايها الساسة الافاضل

تطرحون الافكار والحجج لسد ثغرات الاعيبكم واهوائكم ، واسأل اعقل الجهال فيكم: ماذا تفعلون في سوريا ؟ولماذا تحاربون هناك ؟ومن تحاربون ؟ اهو التكفير ام حرب بقائكم ، ام رضوخا لأسيادكم وردة جميل لمن انجبكم وجهزكم ودربكم لمثل هذه الساعة ؟

تحاربون من اجل مذهب او دين او مقام ؟ فاذا كان هذا الامر حلال لكم فلماذا محرّم على غيركم ؟

اليس للسنة مقامات ومقدسات في سوريا ؟

اليس للمسيحيين ايضا مقامات ومقدسات ؟

اليس لليهود ايضا ما يستحق التدخل اسوة بباقي المذاهب والاديان ؟

لماذا لا يذهبون كلهم الى سوريا ويهبون للدفاع عن مقاماتهم ومقدساتهم كما تفعلون انتم ؟

كفى لفا ودورانا وكذبا على الناس الطيبين البسطاء الذين يدفعون الثمن من ارواح شبابهم ورجالهم ونسائهم ، واسأل قوم لبنان المجاهد : الم تعي بعد لهذه المكيدة ؟الم تدرك بانهم يكذبون عليك ويسخرون منك ؟ الم تدرك بعد ان حججهم هي اقبح من ذنب ؟

عودوا ايها الشباب الى رشدكم واتقوا الله في كل ما تفعلون فان ذنبكم لا يقل عن ذنب من يرسلكم الى الموت والهلاك بل الى قتل الابرياء قبل قتل نفوسكم .

عجبي منك واعجابي فيك ، لما تتمتع من مرونة في قلب الادوار والمواقف والظهور بوجهين مختلفين ، عجبي فيك ايها المغترب الغريب ، تقيم في بلد الاغتراب وهو بلدك الثاني كما تدعي ، تعشق الديمقراطية وتدافع عن الحرية وتشارك في صنع القرار السياسي كونك مواطنا كامل المواطنة والحقوق والواجبات ، يساويك ما يساوي اي مسؤول وزيرا كان ام نائبا ام جنرالا ،وما ان تطأ قدمك ارض لبنان حتى نراك منحنيا مطأطأ الراس تسير حسب الاشارة ، تحيا كما يحلو للزعيم ، تمشي ان مشى وتجلس ان اراد ، تصوم ان امر وتأكل بعد ان يشبع ويتخم . بالله عليك اخبرني من انت او بالأحرى ما انت ؟ فكيف للمقيم المغلوب على امره ان يعتمد عليك بالتغيير وبقلب المعادلة في الوطن للوصول الى شبه وطن كالذي تعيش فيه ، كيف ستكون المنقذ المرتقب وانت تترك كل ما تعلمته من خلفك وتغالط نفسك بنفسك ؟

ايها اللبنانيون

حب لبنان شيء والكرامة والحرية شيء آخر. الداء مستشري والدواء في متناول ايديكم .

ارفعوا الغطاء عن الزعماء وعروهم من اي التزام ، وحاسبوا من اخلّ بالثقة وانحرف عن الطريق .

الدواء في وحدتكم ونبذكم لساستكم الفاسدين ، اسرعوا وطببوا مكامن الداء فيكم قبل تفشي وباء الذل والهوان والزوال .

 



 

 

 

 

 .



 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق