الاثنين، 13 يناير 2014

ذكاء ام غباء


التقيته وفي عينيه نظرة عتاب وملامة ، لم يخفِ تلك الملامح وهو يحدق بي ويشد على يدي مطمئنا على حالي واحوالي ، وسرعان بدأ بما كان يؤلمه ويؤرقه وقال مستهجنا :انسيت اللغة ؟ ام انك نسيت الحرف ؟ او ربما لم تعد تفلح بالإملاء والقواعد ؟

بادلته بنفس نظرات الاستغراب والتعجب ، ما الذي تقوله ؟ وماذا هناك وما الجديد بالأمر ؟ قال : أتركت الكتابة ؟ لم يعد هناك ما تكتب عنه ام انك مللت وسئمت ، ويا خوفي ان تكون قد استسلمت لهذا الواقع المرير والاليم ؟ قلت له لا هذا ولا ذاك وكل ما في الامر هو ضيق الوقت وكثرة الاشغال وزحمة الهواجس ولكنني اعدك بأن اعود للكتابة بكل قوة وتصميم وموضوعية . اثلجت صدري وارحت بالي وانا على يقين بانني سأقرأ الجديد والجديد ، قال ذلك وهو يربت على كتفي مستأذنا وشاكيا من عجقة مواعيده وارتباطاته ورحل على امل لقائي عبر صفحاتي .

صديقي القارئ

أسئلة كثيرة محيرة وصعبة ، ولكنها تتشارك في جواب واحد والمشكلة ان لا احد يجرؤ على اللفظ . أسئلة تتزاحم وتتدافع على كل لسان وشفة: لماذا ؟ لماذا وصلنا الى هذا الحد من الانحدار الاخلاقي والاجتماعي والى هذا السلوك السياسي والاضطراب الامني ؟ لماذا هذا التقهقر والتراجع وبالتالي الى اين نحن سائرون ؟

ايها اللبنانيون ، الى اين تريدون الوصول وما هي نقطة النهاية بنظركم وما هو الهدف الذي تسعون اليه ؟

اهي الدولة القوية القادرة ؟

ام الدويلة الضعيفة المتشققة الهزيلة ؟

ام الامارة ؟

ام الفوضى ؟

اتوجه اليك ايها اللبناني وادعوك الى وقفة تاريخية شجاعة لإعادة تنظيم اولوياتك التي تخص وجودك وبقائك ، ادعوك الى خوض تجربة الدولة واحياء الجمهورية اللبنانية الحرة الديمقراطية العادلة لكل ابنائها . اقترب من اخيك المواطن وافتح بابك عل مصراعيه وانشد الحوار البناء الهادف الشفاف واقول لك :

ان السلاح  مشكلة

عدم الانتماء  للبنان مشكلة    

الولاء للخارج مشكلة

عدم الثقة مشكلة

عدم قبول الآخر مشكلة

السيطرة والهيمنة مشكلة

والمشكلة الرئيسية الكبرى هي اننا لا نريد ان نقبل ونسلم بأن هذه الامور هي فعلا مشكلة ولا نريد ان نوافق ونتفق على اننا في مشكلة ،فاذا كنا نرفض الاقرار بالمشكلة فهل يُعقل ان نفتش على حل ؟

ايها اللبناني

ايها الشاب اللبناني مهما كنت ومن اي طائفة او مذهب ،ولأي حزب انتسبت ولأي ولاء انتميت انت اليوم سائر الى هلاك ما سمعت ولن تسمع بشبيه له ، انت سائر الى حرب والى خراب يفوق كل تصور ، انت في صدد البقاء او الزوال .

فيا حبذا لو ينتحر كل حامل سلاح غير شرعي

ويا حبذا لو يغادر كل موالي لغير لبنان

ويا حبذا من حليف لجار او صديق او رفيق ان يلتحق به ويتركنا

ويا حبذا لو تدركون جميعا قيمة الوطن ايها الجهلة والحمقى  .

اعملوا قبل فوات الاوان واعلموا ان من لم يحافظ على وطن لن يستطيع ان يجده مجددا .

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق