السبت، 22 أكتوبر 2011

الديمقراطية التوافقية

لطالما حلمت بالديمقراطية ولطالما تمنيت ان  ارى  المجتمع الذي انتمي اليه يحاول الأمساك ولو بحرف واحد من تلك الديمقراطية .لطالما حلمت بتفسير صحيح ولا جدل فيه لهذه الكلمة ، وحدنا نحن العرب نفسر الديمقراطية ونعطيها صفاتا تلائم وجهة نظرنا وتطلعاتنا وتنطبق على حساباتنا. نحن فقط العرب نريد ان تكون الديمقراطية عربية ، ونحن اللبنانيون نريدها ان تكون اسلامية ومسيحية ومذهبية اذا امكننا ذلك ، ونظامنا يريدها ان تكون جزءا من العقائدية والمبادىء الحزبية ، ويريد من الشعب ان يكثر من جرعات الديمقراطية بانتخابات برلمانية وبلدية واختيارية وكلها "اختيارية" من الأنظمة الديمقراطية العربية وتحت اشراف بعثات دولية اكثرت من التجوال حتى تخمت واصبحت بحاجة الى طبابة غربية وقفلت عائدة وقدمت التقرير الأولي ليصبح تقريرا امميا يضفي الشرعية على تلك الأنتخابات ولا يلبث ان يصبح تحذيرا للرعايا من عدم التجوال الا عند الضرورة .
 لقد طورنا الديمقراطية  من حرية التعبير والتفكير، وحرية العمل السياسي والحزبي الى حرية لا تعرف حدودا ولا ضوابط ولكي نعطي ىهذا التطرف الديمقراطي فسحة تحرك ، استعنا بالتوافقية وتوافقنا على ان نخط لهذه الديمقراطية طريقا واضحا ونتائج معروفة سلفا حتى لا نقع في الخطأ وفي الممنوع .
نحن في لبنان لنا ديمقراطيتنا الفريدة من نوعها اقليميا وعالميا ، ديمقراطية التسلح والسلاح ، ديمقراطية القرار المنفرد "للحرب والسلم " ديمقراطية التناحر والتلاسن ، التهديد والوعيد ولا فرق اذا كان اصحابها فوق السن القانونية او تحتها ، تحت القبة الديمقراطية او العباءة الدينية ، المهم ان تبقى ضمن اطار الحرية المطوقة بالديمقراطية التوافقية .
قال لي احدهم :انتم في لبنان تنعمون فعلا بالديمقراطية . قلت له : فسر يا هذا ...
قال : انتم تنعمون بانتخابات لا تفاجىء احدا ونتائجها معروفة وقد سبقتم غيركم باشواط كبيرة في التنظيم والتطبيق . قلت : شكرا هذا من فضلك
قال : لديكم الحرية المطلقة في لبنان
اذا اردت سلاحا فهو موجود
اذا اردت قتالا فلا مانع ، في الداخل اماكن عديدة وفي الجنوب مساحات واسعة
اذا اردت منصبا فعليك الألتحاق بحزب ما ولكن عليك اولا التأكد ان هذا المنصب يعود لهذا الحزب
واذا اردت الخروج من مأزق ما ،سجن مثلا او دائرة حكومية ، محكمة او نظارة فما عليك الا الدفع لأحدهم "وليس اي احدهم " فيأتيك ما في الغيب ، وتابع قائلا :
لماذا هذا التذمر فانتم تعيشون بمناخ افضل بكثير من عدة اماكن انتم المتنفس الوحيد لطلاب الحرية قاطعته وقلت : اصبحنا المتنفس الوحيد للأعمال الحربية ،
اذا كان لبنان رغم السلاح بلد ديمقراطي
واذا كان لبنان رغم الهيمنة بلد ديمقراطي
ورغم الدويلات والتنظيمات والبؤر الأمنية بلد ديمقراطي
واذا كنا ننعم بحرية التحزب والتطرف ، وحرية التسلح والقتال ، حرية التحالف والأنتماء ،
فاذا كان لدينا حرية اختيار الأصدقاء والحلفاء ، فلماذا لا يكون لدينا حرية اختيار الأعداء والأشرار ؟
يا صديقي ،، نحن في لبنان نعيش ديكتاتورية الديمقراطية في الداخل  وديمقراطية الديكتاتورية من الخارج ، وما بين الديمقراطية والديكتاتورية وجدنا التوافقية لنضرب بها " تارة على الحافر وتارة على المسمار " .

هناك تعليق واحد: