الخميس، 20 أكتوبر 2011

وقف لحظة

اخي القارىء
لا بد لي في بداية الأمر ان اعود قليلا الى الوراء لبضعة عقود خلت كانت بدايتها المفصل الأساسي في حياة الوطن وحياة اللبنانيين كافة .
لا اريد اطلاقا ان افتح جراح الماضي ولا اريد باي حال من الأحوال ان اضع لوما او ان احمل مسؤولية لأحد ما ، بل جلّ ما ابغيه هو الوقوف لحظة على اهم فصل من فصول الحرب اللبنانية وما تبعها من فصول لاحقة حتى وصولنا الى ما نحن عليه .
ان اتفاق القاهرة المشؤوم عام 1969 كان نقطة انطلاق المآسي اللبنانية ،هذا الأتفاق الذي لم يوفر لحظة واحدة للبناني واحد لأن يقف ويفكر ويتأمل ما وصل اليه الخطاب السياسي اللبناني وما وصل اليه التضامن العربي من استهتار بحياة الوطن وبالتالي بحياة الناس .تلك الأيام لم توفر ايظا للشباب اللبناني حرية الخيار والأختيار بين عناوين عديدة كانت تتحكم بالفكر العربي وبالتوجه الأستراتيجي العربي الشامل والتي اختصرتها اللاآت الثلاث لمؤتمر القمة العربية في الخرطوم .هذه العناوين التي بقيت صامدة بفضل القمع والبطش الى ان انهارت الواحدة تلو الأخرى بعد وضوح الرؤية ونضوج الأمة .
كان الشباب اللبناني في خضم هذا الأزدحام الثوري مأخوذا بحماس شديد واندفاع قوي لا مثيل له في مجاراة الأحداث التي كانت تدور من حوله ثم لاحقا دخلت عقر داره ، فكان لا بد من اتخاذ بعض الخطوات فجاء بعضها ناقصا والبعض الآخر اكثر من اللازم ، واندفع الشباب اللبناني وانخرط في عاصفة التحزب السياسي غير عابيء بالنتائج ، همه التغيير والتغيير فقط .كل واحد وضع خارطة طريق وكل واحد اتخذ القرار المناسب له ، وهكذا تفرقت الجموع الى مجموعات متناحرة متقاتلة تدعي كل واحدة الحق والصواب دون الوقوف لحظة واحدة لمعرفة ان هذا الحق وهذا الصواب سوف يدمران الوطن وينهيان الرسالة .
انا من الذين لم اتوقف تلك اللحظة بل قررت مثل غيري من الشباب ان اسير وفق ما اراه مناسبا واتخذت الطريق الذي اردت ووضعت لها عناوينا تغيرت مع تغير الأحداث والأهداف والتحالفات . لا زلت احترم خياراتي واحترم خيارات الآخرين ، ولكن لنقف لحظة ولندرس هذه الخيارات من لحظة اتخاذها الى تنفيذها وصولا الى تداعياتها ولنأخذ من كل ذلك ما يناسب الوطن الذي نحلم به اولا وآخرا ولنبدأ مرحلة من الحوار البناء المجدي دون خوف او ضغط او اغراء ولنتقبل بعضنا كما نحن عليه ولنجد القواسم المشتركة وهي كثيرة جدا جدا .
                                                                                                                          وشكرا

هناك تعليق واحد: