الجمعة، 30 مايو 2014

وبعدين


ربما يعذرني القارئ الكريم ان لم اجد كلمة جديدة ملائمة لاصف بها ما يدور في خلدي بعد هذا المهرجان الهمجي ( العجّال) الذي رأيناه يتدفق الى ( الحفور ) ليروي ظمأه من شراب الديمقراطية السورية الي تربعت فوق رقبته اعواما طويلة  بأسواط وقشط ودواليب وصرامي. جاء هذا الذي لا اسم له سوى انه تلطى تحت شعار اللجوء ، جاء ليعلمنا كيف تكون الانتخابات الحرة النزيهة في بلاد الاغتراب السوري .

اللعنة عليكم ، واللعنة على الذي استقبلكم وحضنكم واطعمكم ، اللعنة على هذا الوطن لبنان الذي لا يصلح الا ليكون مقبرة لقاطنيه وزائريه وعابريه. اللعنة عليكم يا اهل السنة على هذا التخاذل المعيب الذي ظهر منكم من رأس حكومتكم وحتى آخر مؤمن فيكم .

اللعنة عليكم ايها المسيحيون المتحالفون مع نظام لا يعرف الا البطش والهيمنة والاذلال على وقوفكم الصامت المخزي ازاء هذه الاحداث .

اللعنة عليكم يا قوى 14 آذار كلكم على تعاطيكم الخجول مع اعداء لبنان وعلى خوفكم ورعبكم من قول الحقيقة وتنفيذ ما تتطلب هذه الحقيقة .

اللعنة عليكم يا اهل الشيعة في لبنان عندما تخليتم عن مبادئ الامام الصدر رحمه الله وتحالفتم مع من نكر النبي والّه وقدّس من اراد .

اللعنة عليكم يا بني معروف لأنكم نسيتم عمل المعروف في بلد بأشد الحاجة الى معروف .

اما بعد

اما بعد الذي شاهدناه ، ماذا عسانا ان نقول ، ببلد استقبل النازحين وقدم لهم كل ما يستطيع بالرغم من كل شيء ، وهذا ليس بجديد على هذا الشعب المعطاء ، فقبل السوريين كان الفلسطينيون ونكبتهم ، ومن قبلهم الارمن وكارثتهم ، نعم اننا نعطي في هذا الشرق لأننا ابناء العطاء ونعيش فرح العطاء ، ولكن !!

ان الذي حصل في هذه السخرية المسماة انتخابات رئاسية سورية هو قمة في العار والاذلال ، هو قمة الفساد والانحدار للأخلاق والسلوك ، هو نكران للجميل وهروب من ابسط واجبات النازح الضيف تجاه المضيف ، هذا اذا لم يعتبر النازح نفسه صاحب الدار والبيت تطبيقا لقول الشاعر :

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا     نحن الضيوف وانت رب المنزل

ولكننا بالفعل :

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا        بالذل نبكي عا اطلال المنزل

اين انتم ايها المسؤولون المتخاذلون ؟

اين انت ايها الجيش ؟

الم يحن الوقت لوقفة عز وكرامة للدفاع عن الكرامة اللبنانية والحرية اللبنانية من العابثين بالضيافة اللبنانية ؟

الم يحن الوقت لوضع حد لهذه الامور الدنيئة واعادة الحق لصاحب الحق ؟الم يحن الوقت لوضع حد للعجرفة السورية  ولذلك السفير الذي لا يعرف الا الصفير ونفخ ابواق الحقد والتفرقة والاضطرابات ؟

الم يحن الوقت لتقوم هذه الحكومة اللعينة بواجباتها – غير الرئاسية- بل الوطنية الخالصة في حفظ كرامة المواطن الذي اهين مرارا وتكرارا ليس فقط على يد الاعداء السوريين بل على يد اعداء الداخل الاشد عداء وخطرا من العدو الخارجي ؟

الم يحن الوقت ليقول اللبناني : انا ،،، نعم انا ومن بعدي الطوفان والحريق ؟

كم كنت اتمنى من لبناني شجاع ان يُقدم على احراق سيارته وسط تلك الزحمة المذلة ، وكم كنت اتمنى من لبنانيين شجعان لو قطعوا الطرقات واقاموا الحواجز والمتاريس السلمية لمنع هذا التدهور الخطير في احترام الوطن والمواطنين ، الم يكن ذلك افضل من الانتظار والاستسلام ؟


اقل ما يجب عمله هو طرد السفير السوري من لبنان واستدعاء السفير اللبناني في سوريا الذي لم نسمع منه شيئا منذ تسلمه منصبه ولا نعلم اسمه حتى ولا اي شيء عن نشاطه ، كذلك يجب نزع صفة النازحين عن السوريين واعادتهم الى بلادهم عنوة ، وان الذين فعلا هم نازحون يجب نقلهم الى الحدود داخل الاراضي السورية واقامة مخيمات اغاثة لهم بإشراف الامم المتحدة ، كذلك يجب اعادة فحص وتنظيم العمالة السورية في لبنان واخضاعها للقوانين اللبنانية ، لا لقوانين الاخوّة والاشقاء.

ايها اللبنانيون

قفوا وفكروا مليا، قفوا وتأملوا هذه الحركة التي رأيتموها عن قرب وعن كثب،

اذا كان بإمكان النظام السوري ومن معه من احزاب خائنة وعميلة (لبنانية بالاسم)، اذا امكنهم اقناع من شردوهم وقتلوهم وسبوا نساءهم وبناتهم ، ونهبوا بيوتهم وممتلكاتهم واجبروهم على الفرار عراة ، اذا تمكنوا من جرّهم الى صناديق ( البصم بالعشرة ) ،فماذا بالله عليكم سيحصل اذا ما قرّر هذا النظام وحلفاؤه ان يسلحوهم بآلاف قطع العم كلاشينكوف رحمه الله على نعمته المفيدة ، ماذا سيحصل ؟ وماذا سيحل بلبنان وبسكانه المساكين ؟

سؤال اطرحه برسم الاجابة خاصة من العماد ميشال عون ، ومن السيد سليمان فرنجية ومن الرئيس نبيه بري ، بل اطلب الاجابة اذا تجرأ احد على الاجابة من جمهور هؤلاء القادة الافاضل الذين ذكرتهم .

تذكروا ايها اللبنانيون ان ما رأيناه هو تجربة لاجتياح مسلح قادم للبنان من هؤلاء النازحين ، وتذكروا ان من اخرجه قتل الحريري سيعود على رفاة الحريريين .

ان الغد لناظره قريب ....

الأربعاء، 21 مايو 2014

آسف


 

                                     

كم انا آ سف فعلا على تأخري في كتابة بعض السطور ، التي ربما تساعد في تنفيس هذا الاحتقان الذي نصاب به كلما اردنا ان نتابع  ونفهم او ان نحاول على الاقل معرفة ما يدور في رؤوس هؤلاء القوم الذين يدعون النيابة او بالمصطلح المتبع ( نواب الامة ). ويل لهذه الامة اذا كان نوابها على هذه الصورة ( الشاكلة ) والتي هي اقرب الى شريط ابو شوكة ، الذي يغرز انيابه بجلد اللبنانيين في السياسة والاقتصاد والامن وحتى في العبادة .

آسف فعلا لأنني لا اجد ما يشفي غليلي سوى ان اضع هؤلاء المتسلطين داخل قاعة مجلس النواب واقطع عنهم الماء والغذاء وكل شيء حتى السجائر، ليستيقظوا ويعوا بان مصير البلاد اهم بكثير منهم ، وان استمرارية عمل المؤسسات اهم بكثير من استمرارية عملهم اللئيم والدنيء والذي لا يمت بصلة الى الديمقراطية او الحرية او لبناء دولة . كم انا متمني لو املك مفاتيح مجلس النواب لأوصد تلك الابواب ولن افتح طاقة واحدة الا بعد ان يتصاعد الدخان الابيض من فوهة محمد رعد ونبيل نقولا واحمد فتفت وخالد الضاهر وعلي حسن خليل ومن كل من حرق اعصابنا بتفاهات والفاظ اقسى بكثير من تلك التي كانت تدور بين مقاتلي محاور الحرب اللبنانية . اسف ايضا لان اللبناني ، هذا اللبناني الذي لا اجد صفة ملائمة له ، هذا الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة يعود ويصطف حسب اوامر زعيمه ليعلن الولاء في كل مناسبة اعلان طاعة وخضوع .

صديقي القارئ

عند كل استحقاق مسيحي يظهر تجار الصفقات والمنافع الشخصية ويعرضون افكارا محلية ومستوردة ويطرحون الاسهم للبيع والشراء ويعلنون افتتاح بورصة غلاء الموارنة وتبدأ المناقصة من اسياد الاسهم دولة الرئيس نبيه بري وزعيم المختارة وليد بك جنبلاط في غربلة وتنخيل كل من يريد ان يهز تلك الكرسي غير المريح في قصر بعبدا وما اكثر الراغبين بها وما اقل المستحقين لها .

لا احد في لبنان يريد ان يفهم اللغة المحكية السائدة الآن ، لغة الهيمنة والسيطرة والعصا والجزرة . نعم لا يريد ان يفهم مع انه يستطيع  ، وما اصعب الفهم ممن يتكلم ولا يفهم ، والاكثر صعوبة ممن يفهم ولا يتكلم . ان السكوت في لبنان لا يقدر بثمن ، احيانا يكون مالا لا يعد ولا يحصى ، واحيانا أخرى يكون الحياة نفسها ، وغالبا ما يكون الثمن هو البقاء على قيد الحياة في قيد لا طوق له ولا مفتاح سوى الايحاء بالرأس وبعث علامات الخضوع دائما .

صديقي القارئ

ان الاستحقاق المسيحي ( الرئاسي )اصبح بدون شك اللعبة المفتوحة في تصفية الحسابات المسيحية – المسيحية ، التي انعكست دائما ولا تزال تنعكس على مجمل الوضع اللبناني في جميع جوانبه ، خاصة حول مصداقية الطائف وثباته في وجه رياح التغيير التي تعلو كلما تعثر اللقاء المسيحي في طرح المواقف والرد على المواقف ، وعند كل محطة يكون فيها  المسيحيون دائرة مغلقة لا تنتج سوى المزيد من البعد والتشرذم والنفور والتفكك الداخلي . والى اين ؟

الى اين ؟ انتم ايها القادة المسيحيون تجرّون انفسكم ومن معكم الى متاهات الانحطاط والانقسام وبالتالي الى مذلة سياسية لا تنتج سوى قناعة واحدة وهي ان دوركم المؤسس والقيادي للجمهورية بات على  محك اعادة النظر والهيكلة الجديدة . الى اين انتم سائرون بعجلة مثقوبة وعلى طريق وعرة تهتزون فيحدث الفراغ ، تخافون فيمتلئ بمن يكون ، ومن ثم تفيقون على ملامة زيد وعمرو، فيصبح ما لكم لنا وما هو لنا متعذر عليكم والحصيلة ؟ مثالثه ؟ او مرابعة ومخامسة  ؟ وهل سيكون صوت جرس الكنيسة سنويا كأيام الاعياد ؟ والآتي اعظم ؟

تنتخبون رئيسا بكلمة سر او بتصريح مرور ،بكلمة وعيد او تهديد ، لا يهم كيف طالما انكم تحتفظون بالرئاسة ومن ثم ّ تبدؤون بمهاجمة هذه الرئاسة بكل الطرق الممكنة وهي تاج رأسكم ومنقذكم واملكم ، نعم انها الرئاسة المارونية ولكنها اللبنانية ولي الحق فيها لا ينقص عن حقكم ابدا ، فاذا كنتم لا تحترمون من يمثلها من ماروني فأنا احترمها كمؤسسة دستورية مؤتمنة على كيان بلادي فكفوا بالله عليكم من حط قدر هذه المؤسسة الوحيدة في شرق لا يعرف الا الديكتاتورية والاضطهاد والإرهاب . انها مسرحية ساخرة تدور بين القوات والتيار والمردة والكتلة والكتائب والتيارات الاخرى ، ابطالها ابطال حرب سابقين او من منتوجات عهد الوصاية او من فيروس المناعة ضدها ، ومن يدفع الثمن ؟ المواطن العادي ؟ اين هو ؟ وهل ما زال في لبنان مواطن عادي ؟ لا ،، لا يوجد في لبنان مواطن عادي وهذا ما يعطي الطبقة السياسية دفعا اضافيا للمضي قدما في سحق هذه المواطنة وطمس ملامح الحرية والديمقراطية باسم ديمقراطية وطن الرسالة لماذا؟ لان في لبنان مواطن غير عادي ، مواطن يتحرك ويتأقلم حسب نظام التوجيه المنوط به في وطن لا ثان له يقبل الجميع  ويتسع للجميع شرط القبول يهذه الرقاقة المنزلة وليرحم الله وديع عندما سبقنا وقال : لبنان يا قطعة سما .

لبنان يا قطعة سما  ، واذا اقدم مسيحي على بيع ارض يملكها تقوم الدنيا وتقعد حول هذا الملف الالغائي للمسيحيين . كلنا نعرف هذه الاسطوانة وكلنا مدرك لسياسة حزب الله البطيئة الثابتة وهي اقتلاع العدد الاكبر من المسيحيين من لبنان عبر شراء ما يُلزمه بالوطن وهي الارض . نعم كلنا نعي ذلك ومع ذلك لا حل ولا مشروع حل لهذه المعضلة سوى الكلام والصراخ والاستجداء. حسنا اذا كان الامر على هذا النحو فلماذا لا تهبوا انتم كقادة سياسيين وجمعيات مسيحية تعنى بالوجود المسيحي في لبنان والشرق ، لماذا لا تهبوا وتقنعوا البائع ليبيع الى مسيحي او الامتناع عن البيع واذا تعذر ذلك لماذا لا تهب بكركي لتشتري من مالها الخاص ( الوقف المسيحي ) وليدخل الفاتيكان على الخط اذا توجب ذلك ، ولندع حزب الله وتاج الدين وولي الدين وكل الذين يشاركون هذا المخطط ، لندعهم يخيطوا بغير هالمسلّة .

نعم ، اذا ترشح احد الموارنة للرئاسة ، يقوم الموارنة انفسهم بنبش قبور هذا المرشح وتحليل دمه والى اي فئة خارجية ينتمي او اي مشروع يساند ، مع العلم بأن ما تبقى لكم من الرئاسة لا يتجاوز فحص البقاء للموارنة انفسهم . لا حياة سياسية حقيقة في هذه المارونية ، انه نظام ديكوقراطي وكل ديك على مزبلته صياح وما اكثر مزابل الموارنة في لبنان .

ان ترشح الدكتور جعجع جاء لمنع فوز العماد عون بالرئاسة ،وان تعطيل النصاب من قبل العماد عون وحزب الله هو لمنع جعجع من الفوز وذلك لعدم ثقتهما بمواقف الوسطيين اي جنبلاط ، وكلاهما بالنهاية عون وجعجع لن يصلا الى قصر بعبدا وهذا معروف لدى الجميع ، فلماذا هذا التشنج المسيحي –المسيحي ،ان فوز عون بالرئاسة سيكون اسوأ بكثير من عهد اميل لحود واذا ما فاز جعجع بها سيكون اسوأ انقسام عامودي وافقي عرفه لبنان بل سيكون انقساما دائريا مغلقا وذلك لان لبنان لا يتحمل ابدا زعماء الحرب اللبنانية في سدة الرئاسة الاولى ونحن نعرف ان ما يحصل دائما سيحصل ، رئيس توافقي على قياس التوافقية اللبنانية من رضا حزب الله وايران الى قناعة سعودية وفرنسية ونصائح وارشادات اميركية ، وهكذا نمضي من رئيس الى آخر بصناعة خارجية ومواد اولية لبنانية . وسيبقى هذا الحال من رئيس مسيحي الى رئيس يحمل الصليب ومن ثمّ الى رئيس يحترم الصليب الى ان نصل الى رئيس بالمداورة الطائفية او بتكريس طائف آخر يعطي الاكثرية لمن هم فعلا اكثرية والارقام تتكلم ، وذلك عندما يصمت التوافق وتسقط الثوابت ويقع المحظور .

اخي القارئ

للآسف اني انعي اليك وفاة المؤسسة الأولى في لبنان ، وانعي اليك ذلك الوطن الذي كان حلم كل حالم بجنة الله على الارض . انعي الدور المسيحي بل انعي المسيحية ليس فقط السياسية بل الوجودية. ادعو المسيحيين عامة والموارنة خاصة الى اعادة احياء دور الرهبنة في الاديرة والمغاور والكهوف ، علّنا نرى جيلا جديدا جديرا بهذا الوطن ولو بعد مئة عام .