رحم الله حمورابي واسكنه فسيح جنانه ،رحم الله حمورابي وطيّب ثراه واكرم ذكراه ، رحم الله حمورابي لأنه ادرك منذ آلاف السنين ان الشرق العربي لا يُحكم الا : "العين بالعين والسن بالسن ".
رحمة الله عليك يا حمورابي ، واقف الآن اجلالا واحتراما لفطنتك وبُعد نظرك وذكائك ، فوالله ما اخطأت في تقديرك ولا زايدت في تفكيرك ، فقد رسمت طريق الديمقراطية الصحيحة التي لا تقبل الشك ولا التأويل ولا ترضى الحذف ولا التغيير ، فمن عاملك بالحسنى تعامله بمثلها ومن عاملك بخشونة تعامله بخشونة ، ومن مدّ يده اليك تمد له يدك ، ومن ضربك تضربه ومن حماك تحميه، اوا ليست هذه قمة الديمقراطية والمساواة والعيش المشترك ؟
ايها اللبناني
انت تعيش في غابة والبقاء فيها للأقوى ، آن الاوان لتدرك من انت وللأسف الشديد " ما انت " . آن الاوان لتدرك بان الفرز الطائفي في لبنان انتج فرزا طبقيا ، وتصنيفا بشريا متدرجا في المواطنة . ان الكلام الصريح هو الذي يفيد ولا مجال بعد اليوم للاختباء خلف الوهم والتسلح بكلام لا يُقنع ، فاعرف نفسك جيدا وبأي درجة انت وما هو محلك من الاعراب المذهبي والطائفي وما هو ولاؤك الاقليمي اولا والمحلي ثانيا . اننا اليوم امام صورة نخجل منها جميعا ولكننا دائما نطليها باللون الذي نريد لتظهر بالمظهر الذي نريد وهذا هو رأس الغباء والتنكر للحقائق . اعرف نفسك اين انت وتصرف من خلال موقعك وان كنت تريد التغيير فآن الاوان لاتخاذ القرار .
ايها اللبناني
ان حزب الله لا يمكن ان يترك سلاحه ابدا مهما كلف الامر، وطالما انت في موقع الصراخ والتمني والترجي بأن يمنّ عليك هذا الحزب ببعض النعم فانت ستبقى كما انت رقما لا اكثر ولا اقل ، فاتخذ القرار وتذكر حمورابي وقوله الشهير وتذكر بانك لست البادئ ، فكل مبتغاك هو رفع الظلم والمساواة والمشاركة . نعم ايها اللبناني ، فاذا استمر الغيرُ بامتلاك السلاح ، فتسلح انت ، ولماذا لا ؟ الا يحق لك حمل السلاح للدفاع عن النفس ؟ الا يحق لك حمل السلاح للوقوف بوجه اعداء الوطن كما يحق لمن يدعي الحرص على الوطن ؟ الا يحق لك حمل السلاح على الاقل من باب المساواة في الحياة والمصير ؟ الا يحق لك حمل السلاح من اجل طائفتك ومذهبك كما الحال لغيرك ؟
اخي المواطن
ان اسألك واسأل نفسي : لماذا كل هذه الاغتيالات من طرف واحد اي 14 آذار ؟ لماذا وحدهم فقط زعماء وقيادات 14 آذار يعيشون في دوامة الخوف والقلق داخل الوطن ومنهم من فضّل السفر والعيش في الخارج ؟ لماذا لا يخاف زعماء 8 آذار على انفسهم ولا يقلقون من الارهاب وسلاحه ؟ الجواب بسيط جدا وحتى الاحمق يعرف الحقيقة ، والاثباتات كثيرة ، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري (- الشهيد -وبالإذن من النائب ميشال عون ) ومنذ صدور القرار الاتهامي بمنفذي الاغتيال والعناصر المتهمة في حماية حزب الله رافضا تسليمهم ، والمتهم ايضا بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب لا يزال حرا طليقا في عرين حزب الله ، الى ما هنالك من ميليشيات وعشائر مسلحة تحت راية المقاومة المشكوك بأمرها جدا جدا . ان سكوتك ايها المواطن هو الذي اعطى الغطاء للاغتيالات وفتح الباب من دمشق الى بيروت مع علي مملوك وميشال سماحة وصولا الى اغتيال وسام الحسن . نعم ايها اللبناني الساذج البسيط او المتباسط اللّامهتم ، نراك اليوم تصرخ وتصرخ وتنادي وتدعو الى التظاهر واستنكار الجريمة ، وهل هذا ينفع ؟ الا ترى نفسك كشبه مواطن في شبه وطن ؟ الا ترى قيادتك مشتتة في كافة انحاء العالم ؟ اهذا هو النضال ضد السلاح والديكتاتورية باللجوء الى فرنسا او السعودية او قطر ؟ هل رفضك للحالة المزرية هي السعي لإرضاء الحزب واعوانه من خلال النائب عقاب صقر وغيره ( مع الشكر طبعا لكل من يسعى لإعادة اي لبناني الى وطنه ) للاندفاع لإعادة المخطوفين في سوريا الى بيوتهم ؟ ولماذا لا يندفع النائب علي عمار مثلا لإعادة المخطوفين اللبنانيين في سجون النظام السوري ؟ هل ارضاء حزب الله هو ضمانة مستقبلكم ولأجيالكم من بعدكم ؟
ايها اللبنانيون
اذا كان النزول الى ساحة الحرية والتظاهر والاعتصام لأسقاط الحكومة ، فالأفضل لكم البقاء في بيوتكم لان اسقاط الحكومة لن يفيدكم بشيء ، ولنفرض سقطت ، فهل تستطيعون تولي الحكم والمسؤولية ؟
لقد مررنا بتجارب سابقة منذ العام 2005 ولم نحرز اي تقدم يذكر باستثناء الانسحاب العسكري السوري – العلني – والكل يعرف البقية . ان المطالبة بإسقاط الحكومة مضيعة للوقت والطاقة والاندفاع ، فالمطالبة الحقيقية هي بإسقاط نظام السلاح والتبعية والاحلاف الطائفية والولاءات الخارجية .
اخي المواطن
ان اغتيال اللواء وسام الحسن هو درس ورسالة لكل لبناني يحاول ان يرفع راسه قبالة حزب الله واعوانه واسياده السوريين والايرانيين ، انها رسالة واضحة لكل عاقل ،لا اجهزة امنية مستقلة خارج السيطرة والتوجيه ، ولا منظومة امنية غير التي يرضى بها الحزب ويسمح بها ، لا سياسة خارجية غير التي يريدها ( والبركة بالوزير عدنان منصور ) ، ولا سياسة اصلاح الا التي تصلح له ( وليسمع التيار العوني ) ، ولا قرارات مصيرية غير التي يقررها ( وليسمع ميقاتي جيدا ) وبالتالي لا دولة الا دولة حزب الله ، وكل من لا يرضى بذلك ويُسلّم له سيدق عنقه ، وسيتبدد جسده وستُمحى ذكراه . اعلموا ايها اللبنانيون ان لا قوة فوق قوة حزب الله ولن يكون لكم الا الطاعة والاذعان لهذا المثلث : حزب الله وحزب البعث وحزب الائمة ، الا اذا حزمتوا امركم ووقفتوا وقفة الند للند . نعم اني اتوجه الى القادة في 14 آذار واقول : اذا لم تكونوا على دراية بما تفعلون وعلى قرار واضح بالمضي قدما مهما كلف الامر ، لإسقاط سلاح الهيمنة غير الشرعي ،فالأجدر بكم ان تلزموا بيوتكم وترفعوا الرايات البيضاء ، او تسافروا الى بلاد العم لويس الى ان يحل الله امرا يكون خيرا لكم .
اخي المواطن
انا لا ادعوك الى الحرب ولا ادعوك الى الثورة ، بل ادعوك للوقوف ولو لمرة واحدة تحت راية واحدة والمطالبة بمطلب واحد وهو نزع السلاح من كل الاحزاب والحركات والمنظمات على الارض اللبنانية وحصره فقط بالدولة . مرة واحدة ، ليقف كل لبناني وقفة لا عودة عنها حتى تحقيق الهدف ، لنعلن الربيع اللبناني ، لنملأ الساحات والشوارع في كل مدينة وبلدة وقرية بالشابات والشباب ولنعلن العصيان على هذا السلاح حتى يصدأ ويقع ، لنناضل سلميا وحضاريا ، واذا ما جوبهنا بالبربرية وبالسلاح فاعذر من انذر ، ، العودة الى ديمقراطية حمورابي " العين بالعين والسن بالسن " والبادئ اظلم .